هوس الحمامة

سونيا الفرجاني

 

وجهي بارد،
كطير ميّت،
كسر جناحه القطّ المتّسخ،
وسار مطأطئ الرأس نحو الحاوية.
هل الشعر قاتل أم جثماني قابل للطيّ؟
كشفتْ كل قصائدي عن صدورها
لكن القصف كان في صدري.
كل ما كتبته يجثم على بطني
حجرا صمّا أصمّا
لا يزحزحه، صوت الفرخ ينعى أمّه
ولا صوت ذكرها السجين.
لا يمكن أن أدين الطفل البدين
رماها بشقفة من دون شفقة ونام تحت الشجرة.
كان يحاول أن يرصد الجاذبية
بثقله مرميا في الهواء
وكنت مثله غبية
حين مرضت وتداويت بالشعر.
قذفني الشعر لرصد جاذبيتي
فسقطنا معا على رأس الآلهة.
أنا جاهزة لعيش مقتطف من بعض اندفاع التاريخ
ومن حمق أهلي
سأملأ الجرّة بالماء
مائهم
وسأتطاحن لأصير زيتا يطفو.
هل الشعر قاتل يغفو؟؟
لن أضيّع خارطة الزمن الطباشيريّ
مازلت أعرف بياضها
ومواضع بيضها
سأحضن ما نسي العاطلون
وقد أتناول آخر اليوم وجبة عشاء مع الواقفين على أبواب القيامة.
لم تكن الحمامة تحدس أن الأرض ضيقة
وخاسرة
وجائعة
تبللت القمحة في منقارها فنبتت
وغطت ريشها.
ثقلت فنامت
وما حامت.
حتى لو عدت لي بالقوس
يا نفسي
سأرمي ألوانك قرحا في جوف الساحرة
لن أهبك السكينة
فهذا الشعر دائر على عنقي ككوبرا
و معه حصان ثائر يدهسني.
هل أنت حبلى يا إنانا؟
أنا ثكلى..
فتح المعنى سرعته الفائقة على لغتي
فأنهكني وقتل ظلّي.
الشعر قاتل
والطفل البدين النائم
عازل بيني وبين الجاذبية
الجاذبية خطأ العالم
هوس الحمامة
وحقيقة الشاعر في الزمن الرخوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى