فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر حر

أترجمُ ما قاله الموج حين نزلتِ إلى البحر

منيار العيسى

 

أترجمُ ما قاله الموج حين نزلتِ إلى البحر
لكن أعيش بحسرةِ ما لم يقلْهُ,
يداكِ تلاعبُ موج البحارِ
وجسمك لا يعرفُ الصمتَ
يصرخُ للماء:
ما لكَ, أقبلْ!
وتخرجُ ممّا تبقى على جسمكِ الآن هذي البحارْ

لديَّ من البعد ما يعتريني
لأكتب حكمة هذي الحديقةِ عن صمتها في الخريفِ
وعن خوفها أن ترى عاشقَينِ

لديَّ من الحزنِ ما قد يقولُ لهذا المساء:
“أنا لونُ شعر الصبايا إذا ما انتظرنَ أصابع عشاقهنَّ
أنا حزنُ صدر الصبايا إذا ماتَ فيهِ الحمامُ”

غيابُكِ أشهى إذا ما رغبتِ الغيابَ
حضورك أشهى إذا ما رغبتِ الحضورَ

أراكِ بكافِ الخطابِ
بهاء الغيابِ

وألبسُ صمتي وأمشي
ويعبر بي من يشاءُ كأنّي خيالٌ

أسافرُ في الليلِ منّي إليكِ
وأرجعُ دوني
وأنمو على بابِ بيتكِ فلّاً وغارْ

وأجلسُ في مدخلِ البيتِ وحدي
وأهمسُ:
“بردُ”

تقولينَ:
“غيمٌ سيملأ هذي السماء”
وأهمسُ:
“بردُ”

وأمشي وحيداً وأصرخُ “بردٌ وبردٌ وبردُ”

وحيداً وقد كنت قبلاً
(وحيدكِ)
والآنَ أعلنُ موتَ القصيدةْ

لكِ الليل بي والنجوم الشريدةْ

لكِ الأمس والآن
ما قد يجيءُ
وما لن يجيءَ
وما قد بنيتُ من الحبِّ فيكِ
وهذا الدمارْ

فإن شئتِ غيبي
وإن شئتِ ظلّي
فلا شيءَ يشبهُ أنّكِ (وَحدي)

أعيشُ مع الصمتِ ليلي
فؤادي يحارُ
فلا أنتِ بردٌ
ولا أنتِ نارْ

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *