الرئيسية / نصوص / أمحو لأكتب

أمحو لأكتب

أسامة حداد

 

أمحو لأكتب
أضع حرفا لاستبداله
ونقطة لأبدأ
فاصلة بين جملتين
أبحث عنهما
أمام علامة استفهام تواصلها قلقها
النصوص كما تريدين
تنبت رموزها القاحلة
وتأويلاتها الزائفة
تسمح لوردة أن تشبهك
لحديقة أن تضع مقعدا بانتظارك
لمرآة أن تلتقم وجهك
وللهواء أن يتسلل في صدرك اللين

أمحو لأخط من جديد
أغامر باختيار كلمة
بإعراب اسمك
بوضع علامة التنوين
بمواجهة ظرف مكان لا يصلح لسير هادئ
أو زمان لا يحدد نهاية القبلة
ولا بداية الحرب

الجملة وحدة هي أيضا
علامة تدركين أسرارها
تأويلها الأحادي
ورغبة قائلها
في إزاحة العالم
والسباحة في جسدك

ما هو النوم
ماذا يقول السهو
وأين يكمن الوقت
كيف يستريح الطريق فوق شجرة
أو يجلس الشارع على مقعد
ومن زرع القمر في النهر
وهل يجب أن تغيب السيارات وجنود الشرطة
تسقط المحال في الفراغ
أو يتوقف جوجول عن حركته العشوائية
علينا أن نضلل محرك البحث
ونمارس الحب بعيدا عن عيونه الهائلة
وأذنيه القادمتين من الأساطير
ونكتب اللغة الوحيدة التي لا يجيدها

أكتب لأجلك
الموضوع ذاتك
وذاتك الموضوع
من عينيك يبدأ الكلام
من تأويل ابتسامة
وجنون نهدين
من عناق وقبلة
من خفقة أسمعها
وارتعاشة تحرك العالم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...