فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

الحياة السرية لـ14 ديكتاتوراً.. “التعبئة” جديد وجدي الأهدل

صدام الزيدي

 

يقدم الكاتب والروائي اليمني وجدي الأهدل، في كتابه الأحدث “التعبئة”، جوانب من الحياة السرية لكل من الديكتاتوريين (القادة الأكثر إجراما الذين ظهروا في التاريخ؛ الأكثر خوفا وتطيرا وحمقا ومجونا حين يخلعون بزّاتهم ونياشينهم بداخل غرفهم المغلقة): أدولف هتلر؛ جوزيف ستالين؛ فرانشيسكو فرانكو؛ نيكولاي تشاوشيسكو؛ بول بوت؛ سوهارتو؛ فرديناند ماركوس؛ خورخه فيديلا؛ أوغستو بينوشيه؛ روبرت موغابي؛ جان بيدل بوكاسا؛ عمر بونغو؛ عيدي أمين؛ محمد بكار.

يقع الكتاب القصصي السابع لوجدي الأهدل، الصادر حديثا عن دار “هاشيت أنطوان_ نوفل” ببيروت، في 175 صفحة من القطع الوسط، متضمنا 14 قصة مكرسة لتعرية الحياة السرية لديكتاتوريين (يتوزعون على 14 بلدا) عرفوا بقسوتهم وقمعهم ودمويتهم.

تبدأ المجموعة بإهداء: “إلى المفكر الحر والمناضل الجسور عبد الباري طاهر (كاتب ومفكر يمني) الذي ظل يقاوم الديكتاتورية بقلمه ومواقفه طيلة حياته، ولم يستسلم أبداً.. أبداً.. أبداً”، وفي غلافها الأخير يكتب الروائي العراقي “زيد الشهيد”: “إن النص الذي يكتبه وجدي الأهدل ينأى عن الانضباط الصارم في القص، ويتخلى عن التسلسل المنطقي للنهاية، إذ تتوالى النهايات لتنتج نهايات أخرى غير متوقعة وغير مألوفة”.

وتكتب مديرة التحرير في دار (هاشيت أنطوان– نوفل) رنا حايك، عن المجموعة: “هذه قصصٌ تذوّب أسطورة مَن قضّوا مضاجع شعوب بأكملها على مدى عقود وأغرقوها في بحرٍ من الخوف والظلمات. قصصٌ تقزّم جبروتهم وتمتع القارئ. لا. لا تمتعه فحسب، بل تشكّل انتقاماً أدبياً من فقاعات صادرت حيوات واستلبت مصائر، قبل أن يخزها التاريخ بإبرة سحرية، كاتباً لها النهايات التي تستحقها”.

وتضيف “حايك”: “ماذا لو فكّكنا الأسطورة؟ ماذا لو نظرنا إلى الخلف، إلى أولئك الذين جوّعوا وقمعوا واستباحوا شعوبهم، واقتحمنا غرفهم الخلفية، حيث خطّطوا وأمروا؟ هناك حيث يخلعون بزّاتهم ونياشينهم فيظهر تطيّرهم وحماقاتهم وخوفهم المستتر؟. مخيلة وجدي الأهدل تسللت بخفة إلى قصور الأباطرة، دخلت مجالس الطغاة، ولمست ذلك الخوف المتخفي تحت البطش، ثم أظهرته بأسلوب ساخر ساركاستي”.

يشار إلى أن مجموعة “التعبئة” القصصية لوجدي الأهدل، ستتوفر للقراء بمعرض بيروت الدولي للكتاب المزمع إقامته بعد أيام.

 

 

*مقتطفات:

 

(1)
“استدار فخامته إلى التورتة المربعة الشكل التي يبلغ طولها متر وعرضها متر، وأبدى إعجابه بالحلواني (اللبناني) الذي صنع من الكريمة ألوان علم الغابون: مستطيل أخضر، مستطيل أصفر، مستطيل أزرق. ناولوه سيفاً فشطرها إلى نصفين واجتزأ منها قطعة وضعها في صحن خزفي، ثم حث خطاه إلى حيث كانت تجلس (ماري تانكونكو) مفترشة الأرض. لحق به مدير التشريفات وأخبره وهو يلهث بأنها قد رحلتْ. تبادل معه حواراً قصيراً على انفراد، ثم عاد أدراجه إلى المائدة. وجد رجاله الأشاوس قد نهشوا التورتة بأكفهم وأظافرهم وكلٌ يحمل هَبْرَةً منها في راحته ولم تلزمهم الصحون مطلقاً. شاهدَ وزير الداخلية يتشاجر مع وزراء آخرين على ما تبقى من التورتة، وقد تلطختْ بِذَلُهم وهم يتدافعون كالثيران ويتلاكزون بالمرافق ويتبادلون السباب البذيء. فقد الرئيس الحاج عمر بونغو أعصابه فركل المائدة وهو يتميز من الغيظ، فجمد الوزراء في أماكنهم مصدومين”.

 

 

(2)
“تنهد بول بوت وظهر عليه بوضوح أن سحر المحبة الذي أعده الساحر هونغ قد ذاب في كأسه لا كأس سيغريد: العالم هو الذي يسميني قائد التجربة الثورية ولست أنا، هذا أولاً، ثانياً، التجربة تهدف إلى بناء مجتمع شيوعي خالص… لقد ألغتْ المنظمة التعامل بالنقود، وقمنا بنقل مليوني شخص من سكان المدن إلى الريف للعمل في زراعة الأرض… إن مجتمعنا اليوم يتكون من الفلاحين لا غير… لقد نظّفنا كمبوتشيا الديمقراطية من المثقفين الذين يستنكفون العمل في الحقول من الصباح حتى غروب الشمس… إنهم يموتون كالذباب لعدم تعودهم على أن يعملوا عملاً حقيقياً… ستتحللُ جثثهم لتصير سماداً نافعاً للأرض الكمبوتشية الطاهرة… لقد ألغت المنظمة التعليم البرجوازي وقامت بتحويل المدارس والجامعات إلى حظائر لتربية الحيوانات النافعة كالخنازير والأبقار والدجاج”.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *