مي الكسادي
تشير عقارب الساعة الآن إلى صفعتين وكدمة على خد الدقيقة!
– هل رأيت جرحي لهذا اليوم؟
– لا يمكن أن أتصورّه يلتئم سريعاً هكذا؟!!
– هذا أنا، وهكذا هي جروحي.
إنني أجتاز صمت القبور من حولي، وأعبر خط المجاز لكل هذه النهايات البائسة، وأمنح الأحرف هيبتها وتأبى إلا الانجرار..
كيف لي أن أصف هذا الإجهاض الروحي، ولا أصف مدينة احتوتك ذات ندبة؟!
هاهو الفجر يولد على الصفحة الرابعة من دفتر التقويم وسحابة عاقرة تمر.
الكتابة هي كل ما لا أستطيعه.. وجعي الآخر.. والوجه الثاني لكل الخيبات التي تثقل كاهلي ولا أجد من يحمل عني وزرها!
ولادة قسرية تجهض كل الخراب داخلي، وأبعثر فوضاي على ذاكرة معلّقة!
و أعلم أني تلك السيئة التي لا تمحوها حسنة!
-هل رأيت الجرح كيف أصبح غائراً؟
ما عاد يقدر أن يبوح هذا الجرح بشيء .. ماذا يمكن أن يقول عن “أشباه الرجال” الذين يعدوننا بالكثير والكثير.. بأحلام وردية، وآمال شاهقة، وطموحات تطال السحاب!
عمّن وثقنا بهم ليزداد التعلق ثم التخلي!
عمن يأتي ليؤكد لنا بأنه لا يوجد أحد مختلف!
والكل يغرقنا في الأوهام ويرحل!
عن أشباه الرجال الذين هم اختصار لعنوان الخذلان!
كم الساعة الآن؟
تشير عقاربها إلى تلويحة ودمعة سافرة على ذات خد الدقيقة.