فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

سمسار مع الريح!

حكيم مجلي

 

من سبقوك.. هم دفعة مقدمة من قرض طويل الأجل مع الريح.

العابرون الى جوارك..هم احتياطك النقدي ورصيدك من النقد الأجنبي الذي تتكئ عليه.

وأنت.. بلاجدوى، تحاول أن تحد من تضخم ذاتك وتمنع تشظيها ليثبت سعر صرف أناك كما حدده الغيم لك.

تحاول أن تحافظ على أعلى قيمة لك لتشتري حاجتك من الوقت والنسيان..

لتحوز كفايتك من الأمنيات..        

لتملك ما تدفعه صبيحة كل يوم مقابل مقامك في الضوء.

تحاول أن لا يطال الكساد الكبير معناك ويضطرك الضجر لعرض ظلك للبيع في مزاد علني.

تعتزم الرحيل، عنك، عن اقتصاد ظلك الراكد، عن بورصة عواطفك المتدنية، عن افلاس ربيعك المعلن.

تنفق بسخاء كل مدخرات خطاك من الأثر.

تبيع نفسك جهات فاسدة في آخر الطريق.

تلتقي قفاك في نهاية دورة كاملة.

تلتقط لك سيلفي الى جواره..وتخص به اول سبق صحفي لمرآتك..

تعيد جرد ملامحك عقب كل تأويل يعتريك وتحصي اشتهاءاتك كلما خاصرتك العتمة..

أنت بلا جدوى تستجدي الحافة منحك راتب تقاعد يكفل انحدارك المطمئن.. تفكر في العمل كسمسار مع الريح وتتمنى لو تستقر بك الهاوية بعيدا عن جب أحزانك.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *