فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

جنونٌ عشية حرب

صدام الزيدي

 

تنهدت حتى خرج قلبي من صدري

تناولته بيدي

حاولت اعادته 

فرّ هارباً 

جريت وراءه، أخذ يبتعد

اصطدمت في طريقي بمليشيا وحرس وباعة أرصفة

ومنجنيق مبثوب في كل زاوية فارغة

وفي كل شارع مهمل

اصابني تعب لم اعهده يوما

في حياتي

فكرت لوهلة ان اترك قلبي

ان اعتبره فاراً للأبد

بكيت في طريق عودتي

والتهبت عيناي 

مررت ايضا بشوارع مقفرة 

إلا من أزيز الرصاص

تخيلت أطفال صنعاء

الصغار

وهم ينامون تحت هذا الهدير

الموجع لكل شيء

ظللت طريقي،

بدلاً من العودة إلى بيتنا

عدت إلى صدركِ

هذا ما حدث تماما

 كان صدرك واحات دافئة 

قلت انا الان في أمان

كنت مرهقا، نمت هناك

امتلأت الشوارع بعبوات البارود الفارغة

خرج الناس من كل حدب وصوب

أخذوا يجمعون الرصاصات الفارغة

ويعبؤونها في حناجرهم

ظننتهم اشباحاً في بادئ الامر

أفقت في ما بعد

ربما بعد 3 أشهر و7 أمسيات وشتوية حمراء

لمحت الناس في حالة جنون

ذهبت في اتجاه غير معروف

وعدت لأمي حزيناً وفرحاً في نفس اللحظة

ابتسمت امي 

واحتضنتني كثيرا

انتبهَت اخيرا إلى ان صدري محشو بأرصفة وبقايا أرغفة ناشفة وحفنة من دردشات رومانسية

همست في اذني:

أين قلبك يا بني؟

افقت للمرة الاخيرة وعدت بلا قلب إلى الديار

 

 

 

٤‏/١٢‏/٢٠١٧ 

١:٠٠ ص 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *