الرئيسية / نصوص / عندما أقرأ زوربا…

عندما أقرأ زوربا…

انعام يونس

عندما أقرأ زوربا أتسائل:
كم امرأة ستخرج لتقول
أننا نحن معشر النساء
لا نحتاج الا لمن يجعلنا أجمل
اننا ككل متخم بعد وجبة دسمة
سنتقيأ التاريخ ونبصقه كفرا
اجلس على أنقاض نفسي
أرتبها وأعيد بناء العيد
الوصايا امٌ تلاحقك
نبي يجعلك تمسك طوق النار
ضاحكا لأنك أنت من يحترق
والآخرون يسجدون لنصرك
كمن يسجد لقميص من الخوف
لا تتعبني في فهم افتتاني بك
فأنا لا أعلم كيف قشرت لحائي
وخرجت من جلدي
الجو بارد والمدينة المقدسة
تحتفظ بالعجائز
دون ان يخبرك احد لماذا
لماذا تدفن الحياة نفسها
مع آخر قلب
وكيف يتسنى لك أن تفكر
كيف يمر الطوفان
دون ان يهتز لك عرش
الطوفان فكرة
النهر امتداد لجسد الماء
والبلل نتيجة حتمية
للوقوع في الحب
لأنها الأشجار
التي تدرك جمال الفساتين القصيرة
وان الأقدام الغضة
صالحة للرقص
والعصافير وحدها لا تعرف الصمت
تكتمل تعاويذ غيابك احتفالا
أعود وأقرأ زوربا
الشاعر المجهول الذي
لم أعد أتذكر كيف كان وجهه
إنما أحفظ البلاد التي أخرجته
والأماكن التي نبذته
لأقول ان السفر بين زمانين جائز
وأن الإثم هو الضوء الذي يقبض
عليك في العتمة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...