فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

آخر رجال الموهيكان

محمد زياد الترك

 

آخر رجال الموهيكان
لم يكن ضريراً بما فيه الكفاية ليعجز عن ثقب
قصبة بريّة ويصنع منها ناياً
الرجل الوغد مكَّنته الوحدَّة أن ينحب بشكلٍ مثالي
حتى يومنا هذا..

آخر الرصاصات على ما أذكر استقرّت في مؤخرة جمجمته فكان عليه أن يغطيها بالريش
كان عارياً من فرطِ الحزنِ، ويحفر كهفه ساعة الغضب
جائعاً لأن الدببة تلهو على ضفاف نهر هدسون
وقلق من ذئبةٍ تبحث عن مأوى ساعة مخاضها

آخر أيام حضارته العتيقةِ
فوق صخرة ما
لم يتوقف عن النحب
لم يهدأ نايه
أغمض عينيه حتى استحال النهار ظلاما
ولمّا نشف ريقهُ صرخَ للمرةِ الأولى
ولم يتردد عن القفز
كان المكان عالياً
وهو خفيف جداً
لهذا لم يرتطم بعد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *