فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

جيبي مملوء بشعراء

حمدان طاهر المالكي

 

كل يوم أخرج إلى الشارع
واضعا يدي في جيبي
تلك عادة تعلمتها
من جندي قتيل
كانت يده الأولى مرفوعة
مثل راية منتصرة،
فيما كانت الأخرى
مخبأة في جيبه،
لعله يحتفظ
برسائل حبيبته
بعيدا عن العيون،
ربما قبض على جمرة حياته
هناك احتمالات كثيرة
لا يمكن أن يتنبأ فيها
أي شيطان أعور.
كنت أمد كفي على وسعها
أتخيل أن جيبي مملوء بشعراء
فائضين عن حاجة الشعر،
أحاول أن أرتبهم
حسب الحروف الأبجدية
كي أقذف بهم مرة أخرى
على الأرصفة
مثل علامات استفهام
وبحرفة قاتل
لا أدع لهم مجالاً لكتابةِ قصيدة
أو حتى وصية وداع
أقول في نفسي
وأنا اسمع صراخهم الافتراضي
لقد مللنا من الكلمات
نريد لغة نتفاهم بها
بعيدا عن المدح والرثاء.
أتخيل في جيبي نبيًّا
وبضع أتباع
لا أعرف كيف دخلوا،
لن أقلق حياتهم الصغيرة
ولا يمكنني إخراجهم من جيبي،
صرت أخاف عليهم
كلما سمعت طرقات باب
أو شاهدت دورية للشرطة .
حلمت ليلة أمس
برجال غرباء
أخرجوا يدي من جيبي
فخرج معها
إنسان يشبهني
ناديتهم مثلما نادت آسية فرعون
لا تقتلوه !
لكنهم قتلوه.. قتلوه.

* 10-2-2018

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *