مقاطع

ميثم عبدالجبار

(1)
أحببتُ أنني فتحتُ الباب مرّة
وأدخلتُ كلّ هذا الكلام.
أدخلتُ البرد والدموع والسفر
أدخلتُ المدارس، الأطفال، والأغاني
ثم العمل، والإفلاس، والشوارع.
حتى أنني أدخلتُ الله، ثم سرعان ما أخرجته لأسبابٍ خاصة.
أحببتُ أنني فتحتُ الباب مرّة، من دونِ قصدٍ
وعلى نحوِ الصُدفة أدخلتُ الغيلان، والغزلان
النار، والماء
الأصوات والرائحة.
أذكرُ أنني فتحتُ الباب مرّة لكِ
ليدخل كلّ هؤلاء.

(2)
مازلتُ وفيّاً للزمنِ
أسمعُ الأغاني القِصار
التي استعملها لمرةٍ واحدةٍ
ثم أمضي وقتاً طويلاً
غارقاً في حزنها.
الأغاني القصار كالنساء الغريبات
لهنّ ذاك البياض الذي يترك اثره
بعيون مشدوهةٍ وفم مفتوح.

(3)
منْ دلّهُ على بابِ البيت
ثم وضّبَ لنا المائدة.
لبلاب الأسى،
كيف تسلقَ قلبي!.

(4)
قبل أيّ وقوع خاسرٍ في الحُبّ
هذا فقط ما كنا نعتقده:
أننا على حقٍ دوماً
وبأن هذه الأيام لن تنتهي.

(5)
أفكرُ بالشجرةِ التي تسلَّقَ الخوف قلبها
فصارت لشدةِ الموت..
فأساً.

(6)
قد يبدو العالم سيئاً
أو حفنة أخطاء مرمية كمسامير في طريقنا.
قد يبدو مُتعِباً، حَزيناً، ومُرّاً
لكنه ويا للحسرة، ليس طويلاً كفاية.

(7)
سوزانا*

سنضحكُ كثيراً
ونحن نقبضُ على أيادٍ فارغة.
نغمضُ على دَمعةٍ سعيدةٍ
ونقولُ،
بحكمةِ فراشةٍ:
مضى النهار أيتها الوردة الصامدة.

_______________
*سوزانا: فتاةٌ من اليمن، لمْ أعرفها قبلاً، غير أن نبأ وفاتها مصحوباً بابتسامتها في الصورة آذاني… لتنم روحكِ الباسلة بهدوء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...