عارف حمزة
في غرفة الإنعاش
كان قلبي يدقُّ مثل جرسِ كنيسةٍ مهجورة.
ليستْ الكهرباء
الدموعُ هي التي أيقظـتـني.
كنتِ تبكينَ مثلما يبكي جيش مهزوم
بجنوده
وأسلحتهِ
وتاريخهِ
وجياده الأصيلة الميـّتة.
كانت الدموع هي مَن تهزُّ السرير المعدني
كي توقظَ
هذا القلب المعدنيّ.
*من (قرب كنيسة السريان 2012)
**
عندما نتخفّفُ من العزلة والندم
نشبهُ منظرَ الأثاث من النافذة.
نتذكّرُ الصخبَ البريء لتنّورتكِ
نرى الحديقة وهي تتحدّثُ كأعشابٍ نبتتْ
في غفلة من حذائك البنّي.
ضحكتكِ وهي تتسلّقُ الأشجارَ :
ذلك الضوءُ الذي يلمعُ فجأةً
على أرضيّة حياتِنا.
*من (كنت صغيرا على الهجران 2003)
**
لم يعد الفلاحون يهتمون بنشرة الطقس منذ سنوات
ما عادت السماء تهمنا في شيء
وصرنا ندفن أبناءنا
بدل بذار المحاصيل …
**
وقالوا لي: خذْ بيدكَ هذا الماء.
لم تكن يدي مثـقوبة بعد
كان وجهي يطفو على السطح
كأنـّه غرقَ للتو.
وعندما مددتُ يدي كي آخذ الماء
أخرجتُ وجهي.
**
الديدانُ أيضاً أخرجَـتْ رؤوسَها
النديـّة والناعمة
ومن أعلى التلـّة الصخريـّة
المكشوفة للطيور
وبالرّغم
من الشمس الحارقة
بقيـَتْ تـتـفرّجُ
مخدّرة
وكسولة
على صنيعكِ بالبحر.