عنفوان فؤاد
الشجرة التي طالما تباهت بنضارتها
ووزعت بحكمة الماء والهواء حتى أخمص نسغها.
كانت تمشط غضب الريح فجأة يستحيل إلى وشوشات مراهقة.
اليوم جعلوا منها بابا مرهقا باللاهتمام.
أكبر احتمال يمكن أن يشغله بعد اليوم؛
أن تركله قدم سكير
أن تصفعه يد مراهق،
وفي غفلة من صاحب الظل يتبول عند قدميه كلب الجيران الأعمى.
*
ستأتي الريح بعد أن عضّها منشار العادة الشهرية
وستنبت المسامير في لحمها جِراءً تنبح
بوجه السماء
وستغدو نشارتها قطنًا في أُذنيّ الله.
*
ستسأل عن الشجرة،
ستلجأ إليها،
ستحكي لها عما يشغلها،
عما يرهقها،
ستأتي خلسة لتدفن من تحتها سرها الأعظم،
ستحمل سكينًا بحجم خوفها،
ستحفر أول حرف يبدأ به اسم معذبها،
ستسيل دماء بيضاء،
ستذرف حليب عينها.
ستصطدم بالفراغ
الفراغ
الفراغ.
*
لا تسألني عن الأصوات المفزعة
كل ليلة
ولا تقلد عويل الريح
عند مقبرة أو جذع كلمة مقطوعة.
——————–
05/09/2017