فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

أمل

أمجد نجم الزيدي كان وجهه غائما، عندما تحرك من مكانه موزعا نظراته في ارجاء المكان، تمطى طاردا النعاس الذي خيم على اجفانه، ثم استغرق في تفكير عميق، راسما خطوطا مموهة لماضي بدى قديما جدا، حتى انه لم يستطع تذكره بصورته التي…

فصل من رواية “أرض المؤامرات السعيدة”

وجدي الأهدل الثلاثاء (64).. كم أتذكر بوضوح تلك اللحظات المجنونة، التي مرت على غفلة مني، ثم شطرت حياتي إلى نصفين، وبدأ منها عالمي المعهود المستقر، يمر بتحولات جارفة، تفوق قدرة أي كائن بشري على التحمل! في ظهيرة يوم ثلاثاء صيفي…

ليلة ساخنة في بيجال

حميد عقبي* كل شيء هنا يفوح بالجنس، محلات الملابس الجنسية الخاصة بالساديين وأدواتهم وأدوات وأكسسوارات لجميع الميولات الجنسية. هنا أيضاُ بعض العاهرات يعرضن أجسادهن مباشرة دون سماسرة، هنا باعة الكيف والهواتف المسروقة، هنا يمكن شراء الشهوات والرغبات بالمال. لم يفكر…

رسائل إلى صديقةٍ غائبة..

مي الكسادي حتماً .. هذه مجرد محاولةٍ بائسة لتعويذة الشوق التي ترديني – كل حربٍ ومجزرة – صريعة فقدك وخيبتك الألف! الوقتُ الآن دمعتين ونصف تلويحة! السماءُ الآن ملبدةٌ بالغيوم.. تلك الغيوم ذاتها، والتي لاتزال حُبلى ولم تمطر بعد! ما…

أيقونة الحزن

محمد شنب خالتي لقد كنتِ أكبر حظا حين متِّ قبل أن تعيشي في هذه السنوات النحسات التي أصبحت تمارس العهر السياسي والهجين أمام كل عابر سبيل.. الحمد لله يا أيقونتي الطيبة لأنك أعطيتِ كل عابر سبيل دون مقابل. خالتي وردة…

خلف الأضواء

سماح بادبيان الغرفة الأولى: قطرات الماء تسيل على وجهه في أخاديد صنعتها يد السنين، غلَّف سواد الليل ألوان الحياة، تحسَّس المكان بيديه، دون أن يشعل نوراً يزيل حُجُبَ الظلام المتراكمة، لئلاَّ يشعر به أحد، وقعت يداه عليها أخيراً، عرفها بملمسها…

كم الساعة الآن؟

مي الكسادي تشير عقارب الساعة الآن إلى صفعتين وكدمة على خد الدقيقة! – هل رأيت جرحي لهذا اليوم؟ – لا يمكن أن أتصورّه يلتئم سريعاً هكذا؟!! – هذا أنا، وهكذا هي جروحي. إنني أجتاز صمت القبور من حولي، وأعبر خط…

ملامح أخرى

لبنى باحشوان بدأ المطر بالهطول معلناً بداية فصلٍ آخر. في كرسيه الهزاز المصنوع منْ خيوط سعف النخيل المحبوكة، ينظرُ منْ خلف نافذتهِ بِعينين تحجبهما نظارةٌ اعتادت أن تتكىء فوق أنفه وتتوسط أطرافها أذنيه الهرمتين. قطرات المطر المنهمرة أنعشت في ذاكرته…

مالك الحزين

علي جعبور حين يأتي الحصاد يأتي مالك الحزين. أحب الذرة الطويلة البيضاء بسنابل معقوفة، ناصعة في شمس الشتاء الخجولة ومشرقة إشراقة ريش الطائر الغريب. يرحل مالك الحزين ويتوارى عن نظراتنا الشغوفة لأشهر طويلة، قاطعا المحيطات والقارات الواسعة، مهاجرا في بلاد…

دهاليز….

إبراهيم الحكيمي كنت ما أزال أعانِق لذة الوسادة، حين ارتعش كل بدني من أصوات الجماهير الغاضبة التي أخذت تتضاعف وتزيد حدّة في الساحة الكبيرة وسط البلدة.. وثبتُ وثبة المجزوع ورحت أعلّق رأسي في النافذة، لأرى الحشود تتدفق من كل الأزقّة،…