فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر حر

بدايةٌ مؤجلة لهربي

أبوبكر باجابر

 

يجب أن تأخذوا هذه الفراشةَ 

على مَحْمَلِ  اليأس..

خلُّوا بينها وبين الناس!

فهذه الفراشة قيمةٌ عابرةٌ 

للعدم..

دعابةٌ فاخرةٌ، وشعبيَّةٌ حدَّ 

التوحُّد

أفْلتَها المنتهى؛ لتَسقطَ سقوطَها 

الحرّ، والأوّلَ في مخاض 

البداية 

 

(***)

 

أطلقوا سراح هذه الفراشة 

إنّها فرصتي الوحيدة لإنعاش 

الوُجهة، وتعقيم الليل!    

 

أيّتُها الوُجهة!

يجب أن تكوني بخير..

أيُّها الليل !

ألم أحذّرْك من التعويل كثيراً

على صدقِ المصباح؟!

 

(***)

 

يجب أن تأخذوا هذه الفراشةَ 

على مَحْمَلِ اليأس!

فهذه الفراشة، ليست حقيبةً 

دوبلوماسية بيد الموت

وليست إحدى نُسخِ ال(بابانويل) 

المضرّج بالهدايا والضحايا 

ال(بابانويل) المدجّج بفم 

القدر

“كشوالةٍ” متبرّجة 

بالنوايا الحسنة!

 

(***)

 

يجب أن تأخذوا هذه الفراشة 

على محمل اليأس..

إنَّ هذه الفراشة أنا

كما لم يحلم بي أبي، وتُشفق 

عليَّ أمي!

 

هذه الفراشة 

أنا، وأنا أُعِدُّ ما لا أستطيع مني 

للحبِّ، والحرب! 

أنا، وأنا أقسِّمني على ورثتي 

غير الشرعيِّين 

 

(***)

 

اتركوها..

إنّها مغدورة!

ستحوم – قليلاً – حول القصر؛ 

كي تخلِّص الفجر من هَوَسِ 

المصباح

كان عليه -فقط- أن يضيء؛ 

ليحترق، لا العكس،

لكنَّه كان أكثر من يائسٍ ولئيمٍ 

كانتحاريٍّ يَعُدُّ قتلاه 

كان يحترق، لأحترق 

 

أنا لم أحترق، وأصبحتُ 

هذه الفراشة!

 

(***)

 

أطلقوا هذه الفراشة؛ فأكفّكم 

أضعف من أن تحتملَ فكرةَ 

الاحتفاظِ بمبيد بشريٍّ قاتلٍ 

كهذا!

 

أثرُ هذه الفراشةِ، 

يجبُّ ما بعده، فأطلقوها!

إنَّ هذه الفراشةَ، طورٌ بدائيٌّ 

مؤجَّلٌ لهربي 

خارجَ كأس الجدوى!

 

(***)

 

هذه الفراشة 

ليست أنثى؛ لتموت

وليست ذكرا؛ لتَقتُل 

ليست هنا من أجل التبرُّع 

بالحياة لباذليها،

فباذلُ الشيء لا يستحقُّه

 

أطلقوها فحسب

ستطير..

ستحوم قليلاً 

وبحذر..

حول القصر 

لن تدخلَه مرَّةً أخرى 

فالداخلُ مكيدة!

والخارجُ ليس كثيراً؛ لتعزفَ عن 

الدوران!

وحينها ستدركون 

أيُّها الأصدقاء المكذبِّون!

أنَّ بإمكان فراشةٍ يائسةٍ، 

أنْ تطفئ مسلَّمة المصباح 

وتُعلن الليلِ منطقةً محرَّرة 

وآمنةً من الضوء.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *