فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

عودةٌ إلى بيت العائلة القديم

إيمان الشرماني

 

أنا دُرة.. وصلتُ اليوم مع أسرتي المكونة مني وأخويَّ التوأم، مالك وفارس، وهما أصغر مني بخمس سنين، أي أنهما في العاشرة تقريباً، وأمي وأبي، إلى بيت عمتي، لنقضي إجازة الصيف هناك.

بيتها يقع في مكان مرتفع عن باقي القرية، وهو كذلك بعيد عن جميع منازلها.

تعيش عمتي لوحدها منذ سنين، وهذه أول مرة لي أنا وأخوايَّ هنا في هذا المنزل.

البيت متوسط تقريباً، ليس قصراً، وليس بيتاً صغيراً، وهو بيت العائلة فيما سبق.

ذهبتُ إلى غرفتي، وكانت قُرب الحوش، وفيها شرفة تؤدي إليه.

أمي وأبي ذهبا إلى غرفة أبي عندما كان يعيش هنا، وهي في الطابق الثاني، وكبيرة جداً.

أما فارس ومالك، فهما معي في الطابق الأول، لكن في غرفة بجانب الدرج.

خرجت إلى الشرفة، وظللت أنظر للحوش المليء بالأزهار التي تهتم عمتي دائماً بجعلها تزين كل مكان فيه.

كان الهواء نقياً، والجو بارد بشكل لطيف.

فجأة، وبينما أنا شاردة في هذا الملكوت الجميل، إذ سمعت صوتاً يصدُر من غرفتي، وكأن أحدهم فتح الدولاب، أنصتُ قليلاً لأتأكد، فإذا به وكأنه يبحث عن شيء داخله.

خمنت أن يكون أحد أخوايَّ، يعبث بأشيائي، خصوصاً أنهما كانا يفعلان ذلك كثيراً.

عدتُ إلى الغرفة بحذر، حتى أفاجئه، وأمسكه بالجرم المشهود.

اقتربت بحذر من الباب، وألقيت نظرة من طرف عيني إلى ناحية الدولاب، وركزت نظري جيداً، لكن لم أجد أحداً.

لقد كان الدولاب مغلقاً، دخلت بخطوات بطيئة وحذرة، فربما يكون فخاً منهما حتى يخيفاني.

وألقيت نظرة فاحصة على كل ركن في الغرفة، فلم أجد أثراً لأحد، حتى أن باب الغرفة ما زال مغلقاً.

فتحت الدولاب، ولكن لا أثر لأن يكون أحد قد فتحه، حتى يكون قد بحث فيه أصلاً.

شعرت ببعض الخوف، لكني قررت أن أكتشف الأمر، وهل دخل أحدهم الغرفة أصلاً أم لا، وأن ذلك لم يكن مجرد أوهام.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *