رعد السيفي
لا ضوءَ في أُفقِ المدينةِ
كي أرى وجهي
يُطلُّ على القيامةِ من هُنا
لا نجم..
كي أتلو من الأسماءِ
ما يُغني السّماءَ عن التّذكّرِ..
لا وجه أُنثى
قُدَّ منْ وردٍ، ومن عسلٍ
يُقَطِّرُ في حنينِ الوقتِ
رغبتهُ
لا شيءَ غيري
في خفوتِ الصّوتِ
أسمعني وأمضي
تاركاً جسدي المسجّى
فوقَ ثلجِ الياسمينِ فريسةً
للصَّمْتِ في غُرفِ الحنينْ
ما بينَ بينْ
أخلو إلى كفني
فجفنايَ استطابا النّومَ
في الضّوءِ الكليلِ،
وعزلةِ الخشبِ الحبيسِ هناكَ
في الظّلِّ المكينْ !
لا شيءَ يُفشيهِ الذّبولُ
مُلْقىً أُفتِّشُ في بياضِ التيهِ
عن عينيَّ في سرِّ النُعاسِ
لعلّني أستلُّ من ندمِ الحكايةِ
شهوةَ الكلماتِ
أخرجُ طاعناً
في الصّمتِ وحدي
ليسَ لي إلاّيَ في هذا المدى
فتذكري لا بيتَ لي
حتّى أعودَ،
وليسَ لي أرجُ السّياجِ،
وفوحُ عطرِ الياسمينِ،
وكُلُّ ماقَدْ تشتهيهِ الرّوحُ
من أفراسِها ذاتَ اهتياجْ!
وحدي تجرّعتُ الثّمالةَ
من كؤوسِ الجمرِ حتَى
أستريح وراءَ أُفقٍ
منْ شظايا الوقتِ
في طَلَلِ الزّجاجْ!
وحدي وليسَ سوايَ
مَنْ يمضي بجوفِ الرّيحِ
مَمحوَّ الذُّبالْ
أخلو إلى حجرٍ
يُهدهدُ وحشتي،
ويعيدني من حيثُ جئتُ؛
لذلكَ السّرِّ الذّي
يخبو بصوتِ الطيرِ
فوقَ الموجِ معراجاً إلى النسيانِ؛
يرسمُ من حروفِ البّرقِ
تيجانَ الرّمالْ
وحدي…
وفوقَ خطاي
ليسَ سوى الظّلالْ
قَدْ أسلمتني الرّيحُ
للغيمِ البعيدِ
وليسَ لي أحدٌ
سوايْ!
_____________
هيوستن ٢٠١٩/٤/٢٣