نور العبدالله
تلك الأظافر المحشوة بجلدي
والأصابع المصبوغة بألوان زينتي
أرى أنني متقوقعة كحلزونة
طريقها خشن
أرى أن رأسي داخلَ بيت سلحفاة
داخل بيت نملة
أنا من رحمِ العودِ وُلِدتْ
كمقطوعة موسيقية
لم يعزفني أحد
أتسكع كل ليلة
على رؤوسِ أصابعي
على الأوتار
أنا رخامُ قبرِ امرأة زانية
كل مساء تدعي المرض
وكل يوم تكتب رسالة لرجلٍ
لم يهبها نفسه
أضناها التعب
غريبةٌ أنا ببلاد ٍ لا أحفظ لكنتها
أودُ لو أخيط للأشجار الشاهقة رداءً..
الغربة باردة
الطبيعة شاحبة.. شاحبة!
عيد ميلادٍ مجيد
وكل موالدنا وتواريخنا غير صائبة
مُنذ أصبحنا نكبر بالسنة سنين
لا يروضني السيرك وسوطه
لا يروضني
أشنقه بالحبل الذي يريدني عبوره
لا آكل أطباق مطهوة بماء وجهي
لا أتقن الحساب والقسمة
لا أحفظ شريعة القِسمة
أن نتقاسم إرث الشوق
وأراضِ خيالٍ واسعة من الغيرة
لاتتركني باردة باردة..
ثم تعود لتزج بي ب (المايكرويف)
ليذوبَ عني البرد
وأصبح جاهزة لتتناولني
تأكلني حتى اللقمة الأخيرة
ثم تغرق بأمواجِ البكاء
ترى بي تلكَ التي أحببتها قبلي
ترى بي إناث رأيتهن بالمصعد
رأيتهن بسيارة أجرة
تشعل سيجارتك وتطفأها بأجسادهن
وتعتذر مني!.