فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ما يشبه الرؤيا

 علي أزحاف

وقد فتشت عن تلك الظلال
في شتى المغارات الغريبة..
أياما وشهورا وعمرا مستطيل
لم أجد في الأفق سوى ظلا
يراكم ظلا على دنيا بهيمة..
ويتمدد فوق الكون كما ليل
مدلهم يضيع فيه السبيل..
ولمحت في ما يشبه الرؤيا
أو سنا لمعة برق ضئيلة..
رجلا ممددا في برد زنزانة..
نحيفا، متعبا و عليلا..
يبتسم في كأس سمه..
بعد أن أختار من الحياة الرحيل..
ورأيت أيضا نيتشه بمعطفه..
يترجل عنوة عن حصانه
منهكا، يجر جسمه الهزيل..
يقوده زبانية شداد غلاظ
بعد أن أمر الحاكم بأمره،
أن يحلق رأسه و شنبه
وأن ينفى خارج المدينة
ليموت كما جاء وحيدا
حيث العقل غريب وجريمة..
ورأيت الحلاج مصلوبا
يحرق العامة أوراق كتبه..
ويردد أشعاره من إتبعه..
بعد أن رثته أمه الكليلة..
حين أهدر الفقيه دمه..
ورأيت بودلير ضائعا..
كما قرصان في جزيرة..
يرافقه قط أسود يموءبحزن
من داخل أشطر القصيدة..
ورأيت كافكا في غرفته..
يكتب رسالته الأخيرة..
يودع وجه حبيبته
ويوصي أن يحرق ما كتبه
وكل أعماله العجيبة…
وحين تعبت من الرؤيا..
وقفت عند مغارة صغيرة
أتأمل رسوما على جدار..
ونقوشا تبدو قديمة..
تؤرخ لبداية الخليقة:
رجل برمح و ضبي طريد ..
وأحصنة في السهل طليقة..
ربما كانت رحلة صيد ..
أو حكايات محاولة عيش..
تختزل كل الحقيقة..
فاالظلام في الأصل صياد..
و النور في الأصل طريدة..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *