فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

كتابات

في أربعينية هشام علي المفكر والمثقف..

*محمود الحاج

بعد أربعين يوما علی وفاته أجدني ملزما بالوقوف أمام الخسارة الفادحة التي منيت بها حركة الثقافة الوئيدة في اليمن إذ كان الصديق الأستاذ هشام علي أحد أهم القلة القليلة ممن تسجل حضورها بكتاباتها الفكرية التي لا تقل مستوی عما يكتبه المفكرون العرب علی قلة حضورهم في هذا الزمن المتردي والكسير..!

رحل الأستاذ هشام علي بن علي مبكرا إذ داهمه مرض السكري وهو لما يزل في عمر الشباب وقد يكون لبقائه طويلا علی كرسي وزارة الثقافة وكيلا لها أثر بسبب مواجهات المشاكل والمطالب اليومية للعمل الاداري.

تعارفنا في عدن وهو لما يزل في الثانوية من الدراسة، إذ كان سكنه في “الشيخ عثمان” غير بعيد عن سكني
يزورني وأنا قد سبقته إلی المعترك الثقافي بالقصيدة والمقالة فنتحدث عن واقع الأدب والجديد في المكتبات
البائسة بفعل معاداة التراث.. ويظل هشام الخجول جدا طامحا في الوصول إلی الجديد المغاير لواقع “استاتيكي” فرضته عشوائية نظام سياسي يترنح بين قشور التقدمية
ومخلفات القبيلة والقفز علی الواقع..!

جاء هشام إلی صنعاء بعد أن كنت سبقته إليها وحصل علی منحة دراسية إلی العراق.. فالتقينا في صنعا ثم العراق حتی تخرج فعاد إلی مهد صباه “عدن” أستاذا جامعيا ثم ما لبث أن عُيِّن وكيلا لوزارة الثقافة بعدن وصنعاء..

كتب الراحل العزيز هشام مقدمة ديواني الثالث ( ابتهالات) جاء فيها:
“كتب محمودالحاج أغانٍ رائعة في الحب وهو إذ يكتب اليوم هذه الابتهالات لا يعتذر عما فعل بل يستأنف ما بدأ ويواصل ما انقطع، إذ بالحب تنجلي النفس وتصفو وبالحب
تبلغ غاية التجليات ومناها.. لذا لا أقول ان محمود الحاج في هذا الديوان قد سلك طريقا آخر غير الذي ألفناه أو انه أصبح الحاج محمود بدلا من ذلك الفتی الشاعر محمود”.

رحمة الله تغشاك يا أبا أنسي، أيها المثقف الكبير والمحترم.

________________
*كاتب وشاعر وإعلامي يمني.
**الصورة لفقيد الثقافة اليمنية الكاتب والمفكر هشام علي بن علي الذي غيّبه الموت في ديسمبر من 2017 المنصرم

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *