فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ضحكتك الخافتة تقضم الأشياء

ريحانة بشير

 

أقسى من محو يمحو نفسه هذا الغياب.
لا تنم ،
أعدك بنبوءة وكل ما تبتغيه البلاغة من صمت.
لا دفء هنا
زمن مكابر لا يملك حلما
ولا يهتم لوجع دائم في سمرة نادرة.
لا ملامح لوجهه
يدحرج الوقت من بين رموش الموت
فرحا بالجميع.
غدا نحتفل، وأحب وأنا رهينة.
سيهتف البرق أقسى من محو يمحو نفسه
يحتفظ بالوميض عشبا، يجرح بخفة ورود حدائقك
باحثا عن أحدنا في الحجرة المربعة،
حيث الشرفة الزرقاء تطل علينا.
ينسدل الليل،
دوما الليل أغنية باهتة
تكبر وتقصر
تذكّرني بغبار بين بحر وحدود
ربما بين جبلين
ربما بين ممرات وشواهد قبور.
تلدني الغربة
قادرة على جعل الكتابة تختفي
في لحظات محفورة على وجهك.
أتناسل عبر قطعة قماش بيضاء
تجهل طقس جسدي حين يفتح عينيه كذئب برّي,
نظرتي برد
صوتي برد
أشواقي برد.
وبرد دونه طيف غيمة
ماتت قبل ولادتي..
مع كل الأشياء القارسة والقاسية
تتحول يدي إلى قطعة ثلج
تراني من خلال أصابعي
ترى كلابا تنبح
وكائنات مريخية
تغوص في فرو ثعلب،
أتخيّل أنني أقف أمامي
ألبس وجهي الذي تراه المرآة،
من المضحك البقاء في اليابسة مدة أطول
مع وجوه باردة،
و الغريب أنني سأخلص لأرى كل شيء طبيعي
رغم الدفء الذي لم يعد يدهش العالم..
ضحكتك مدار مدينتك الجافة
ضحكتك الخافتة تقضم الأشياء والناس والوحدة
ضحكتك التي ترتفع إلى الأعلى
لوحة متكاملة
تهرّب العراة عن الحوض
هذا ماقاله صوت يستطيب الريح الساخنة
هذا ما قاله النص وهو يحمل إليّ أنفاسك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *