فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

أرغبُ فيك

شذى كامل خليل

 

الآن فهمت ما يعنيه أحدهم حين يقول: انتبهوا ثمة ينبوع تفجر للتو, هنا!
وهو كان ينبوعاً متفجراً في داخلي, لكنه حين أطل عليّ بحلّته الجديدة, تمكّن أن يعيد تفجير كل عيون الماء الأُخرى في قلبي.
مبللةٌ بالكامل, أشعرُ بالماء يغدق من حولي ولا أستطيع الهروب من واقع هذا الغرق وليس ثمة من يستطيع أن يسعفني..
أخضر عينيه يعيد بناء الغابات أعلى هذا الخيال الذي يلبسني, يُعمرها بألف شجرة وشجرة ثم تقدح شفتاه النار أعلاها, فتحرقني.
أيّ مصير أحمق ومثير ينتظرني؟
أيّ مصير شاذ وجميل جداً سأنتهي إليه؟
أخضر عينيه يصممني على مقاس سهوله المتسعة, يغمر وجهتي بأحمر التراب, يوزع عليّ بذور الكلام المباح فتنبت رغباتي حارة جداً.
من يقطفها الآن؟
من سيحمل عني ثقل تلك الفواكه المحرمة؟
وكيف من دونكَ سألغي حاسة الشغف تجاه كل شيء أخضر في هذا العالم؟
ها أنت.. بمنتهاك.. بجسدكَ المتبجح كأسطورة.. بأصابعك التي لا تلعبُ على أوتار الكمان بقدر ما تلعب وتشاكسُ أوتارَ جسدي.
جسدي الذي يتحرك كما تريدُ, يلبي رغباتك دون أن تطلبها, يمشي حافياً من كل الرجال الذين سبقوك, جسدي الذي يقشر نفسه للمرة الأولى جاهزاً لتكون أصابعك عليه أول بصمة تحدث على جسد أخرس يريد منك أن تعلمه النطق, فينطق.
جسدي يريد حتماً أن تكون كلمته الأولى: أرغبُ فيك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *