كاميران كمال
أنت ِ لم تطئي عشب حقول الجنوب ْ
لم تستحمي معي بمياه الانهار
لم تنتظريني خلف بيادر القمح
ولكن جذرينا يشتبكان معا ً
كما تشتبك أصابعنا في لحظة شبيهة بمعجزة ْ.
تحت ظل شعركِ
تحضرني إغفاءة شبيهة بحلم قديم.
لكفيك ِ عطر أزهار البراري
لقامتك ِ سطوع عمود الفجر
لحضورك طعم والدة الحياة
وفرح طفل ٍ.. وهو يعثر على لعبته الضائعة ْ.
لماذا يكون حضورك ِ قصيرا كإطلالة ِ نجمة الصباحْ
وغيابك طويلا كحزن ” الام “…؟.
ليهطل المطر على مروج وجهك ِ
لتسكب الشمس فضتها في عينيكِ
ولتمتلئ أقداحك ِ بنبيذ الكروم ْ
لأشاركك تبادل أنخابها.
أيتها الغائبة ُ.. أومئي بذراعك ِ الشبيه بليونة سنبلة
حتى أغمر جسدي بمياهك الدافئة ْ.
نهارا ً..أو برفقة الليْل
جالسا ً أمام كتاب عثيق
أو مصغيا ً إلى ثرثرة اصوات السيارات
ألمسكِ مثل قطرات مطر ..مثلما عشب طري
مثلما زيد موجة تقطفه يد الريحْ.
أنت ِ.. يا أغاني الحْب
التي تتجول فوق أكتاف عاصفة الخراب
من صوتك ِ سينبت عشب غزيْر
ستتفجر ينابيع جبليةٌ
تنهض ظلال بكثافة شعركِ
وسيحتفي بي وبكِ أصدقاء كثيرون.
تحت ظلك ِ أولد ْ.. وفوق صدرك ِأموتْ
أرأيت ِ كم يحبني هو الله…؟
عندما اقترب ربيعك من خريفي
جعلني ثملاً
حتى إني لم أقدر أن أقف على قدمي ّ
لاقدم لك ِطقوس وداعي الاخيرْ