لا تتعلّقي بي
عصري مفارجة
لا تتعلّقي بي
أنا في الأصل صحراء
لا أصلح لشيء
كلّ اللواتي مررن بي
نفضن غبرة الشوق عن قلوبهنّ
و وقفن على حافّتي
كالسراب
صدّقيني
لا أصلح لشيء
حتّى أنّ ذكرياتي مجرّد ثارات عاطفيّة ليس إلّا
تهبّ بين فينة و أخرى كالزّوابع
و جسدي خيمة خاوية
يقيّل بها قلب متعب كناقة هرمة
إيّاك..
أن تتعلّقي بي
أنا في الأصل صحراء قاحلة
ترحل أحلامي كلّ يوم طلباً للحاء
و الباء كالقبائل المتنقّلة
و ذاكرتي قحط
ترعى بها أيام الماضي
كالأغنام الضالّة
صدّقيني
كلّ ليلة أسرج الوحدة
أشهر حزني في وجه الليل كحربة حادّة
و أحارب خيباتي
و لستُ عاشقاً كما تظنّين
أنا فارس مشرّد من بني نسيان
تطاردني قبائل الذكرى
من طلل إلى طلل