الرئيسية / نصوص / كما لو أن النوتة سقطت سهواً

كما لو أن النوتة سقطت سهواً

ريتا الحكيم

كانتْ أمي تغمزُ للشّمسِ
فتهوي في حضنِها حبّاتُ الرّمانِ والتّوت
يلتَئمّ الجيرانُ حولَها ويتخاطفونَها
ترشّ على زعترِ فرحِها.. ضحكاتِهم
كفراشِ الرّبيعِ.. تحومُ حولَهم
تطوي مناديلَهم المبللة.. تُخبّئُها في عُبّها
وتصنعُ منها صرَراً.. تحشوها بالبنفسجِ
وتُعلّقها على مِقبضِ الرّوحِ
تُلوّحُ لعابري المُقَلِ
فيأتون إليها مُضمّخينَ برائحةِ الزّيتونِ
تُحصي حبّاتِ الرّمل العالقةِ على نِعالِهم
لتُطرّزَ بها دانتيلا البداياتِ
وأكفانَ النّهاياتِ
وحينَ تُخشخِشُ خلاخيلُ السّماء مُتذمّرةً
تغرزُ إبرتَها في صهيلِ الماء
فيجثو الوسَنُ اللجوجُ على رمادِ أجفانِها
لا هو يؤوبُ ولا هي تفيق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...