أحمد الفلاحي
كما لو أنني قرصان صومالي
خلفه يتدفق الجوع
أولاده يتدثرهم العراء
وصعد إلى الريح خلسة
يمخره لهيب الاقتتال
يعلق على قاربه جمجمة جاره
وعظام شقيقه الأكبر.
كما لو أنني رشاش بخزانة فارغة
أشهره القرصان الذي كنته
في وجه بحار أجنبي تقوس مركبه من الغنائم
على قبالة السواحل اليمنية.
كما لو أنني الساحل الذي هجرته السفن
استوطنتني أسماك القرش
وتهجرني الدلافين
ثم يتربع الموج فيّ ضاحكا على أخاديد المسرات.
كما لو أنني وجع
في صدر طفل يماني
تبكيه أمه دماً
ولا يجد دواءً أو عود ثقاب.
كما لو أنني عود ثقاب مبلولاً
بيد حارس أنهكه البرد.
كما لو أنني أنا
لا أعرفني
فيتجمد الهواء في رئتي
وأعجز عن شم رائحة الصبح.