فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

جامعات هندية تكرم البروفيسور الحسامي في ختام برنامج محاضراته العلمية هناك

كتب- صدام الزيدي

بدعوة من جامعة الحرمين، وقسم الدراسات العربية بكلية الدراسات العربية والأسيوية- جامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر أباد الهندية، ألقى البروفيسور عبد الحميد الحسامي حزمة محاضرات علمية في الأدب العربي والنقد الحديث، تمحورت حول: (تعلم اللغة العربية في شبه القارة الهندية) و (المناهج النقدية وتطبيقها في الدراسات العلمية) و (كتابة الرسالة العلمية- الأسس والمزالق).

ووسط حضور كبير تصدره أكاديميون وأساتذة لغة عربية وطلبة وطلاب دراسات عليا في حيدر أباد، اختتمت سلسلة محاضرات للبروفيسور اليمني عبدالحميد الحسامي (نسق لها الباحث محمد الخليدي أحد مبتعثي جامعة إب للدراسة في جامعة الإنجليزية واللغات الأخرى بحيدر أباد) بفعالية مميزة، نظمت اليوم، كُرِّم فيها الحسامي بدرعين تذكاريين وشهادات عرفان من جامعة الحرمين وقسم اللغة العربية بجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر أباد قدمها إليه البروفيسور/ سيد جهانغير، تثمينًا لما قام به من جهد علمي، على هامش زيارته -حاليًا- للهند، بينما حيّا السيد جهانغير -في كلمة له بالمناسبة- “هذا التواصل المعرفي على أمل أن يتعزز مستقبلاً”.

إلى ذلك، دعا بروفيسور عبدالحميد الحسامي الملحقيات الثقافية اليمنية للقيام بدورها في التعريف بالأدب اليمني وبالأدباء اليمنيين لتدرس نتاجاتهم في الجامعات الهندية وغيرها، بما يحقق التواصل الثقافي مع الناطقين بغير العربية.

ففي محاضرة بعنوان “مناهج قراءة النص بين القدماء والمحدثين”، استهل (أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك خالد في مدينة أبها السعودية) عبدالحميد الحسامي، بالسؤال: “هل تمكن القدماء من بلورة مناهج قرائية في النص”؟، مستعرضًا جهود ( البلاغيون/ النقاد/ المفسرون/ الأصوليون) ومتناولاً بالتعريف (المنهج بمفهوم عام) “هو الطريقة التي يسلكها شخص ما لبلوغ هدف ما”، وبالمفهوم (النقدي الخاص): “مجموعة من الإجراءات التي يستخدمها الناقد في تحليل النص، تؤطرها خلفية رؤيوية” بغية الوصول إلى المعنى.

وفند المحاضر “أركان عملية التواصل القرائي”، في: (المرسل ووظيفته انفعالية، المرسل إليه ووظيفته تأثيرية، الرسالة ووظيفتها جمالية، أداة التواصل ووظيفتها توصيلية، الشفرة- وصفية وتفسيرية، المرجع كوظيفة مرجعية).

كما تطرق إلى مناهج القراءة لدى علماء المسلمين (في البحث العلمي) ومذاهب التفسير الاسلامي، ولماذا نتجه إلى التفسير؟ وسلطة المأثور (الذاكرة سلطة ومرجعًا- السبق الزمني/ الشمولية/ المنهجية، والمدخل العرفاني (العرفان سلطة ومرجعًا، والمدخل التشريعي، والمدخل الأبستمولوجي.

وتناول أيضًا “مناهج النقد الحديثة”، المتفرعة إلى: (مناهج نصية داخلية/ مناهج سياقية خارجية). متحدثًا باستفاضة عن: (المناهج السياقية: لماذا نشأت؟ وسبب التسمية؟). و (المناهج النصية: خلفيتها المعرفية/ الفكرية، ومفهوم النص وعزله عن “الخارج”). كما تناول: (التاريخي: حقيقته، رواده، مزاياه، وعيوبه) و (النفسي: أهم مقولاته، عيوبه، مزاياه، وأهمية الجهود التي قدمها علماء النفس). و (الثقافي: عناصر التواصل، العنصر النسقي، لماذا المنهج الثقافي، أهميته، وعيوبه)، و (مناهج النقد الخارجية: كيف ومتى تم تجاوزها؟، تشكل المزاج العالمي الجديد، أثر الدرس اللغوي على يد سوسير في نشأة الاتجاه الجديد، أثر الشكلانية الروسية، أثر النقد الجديد، وعلمنة الدرس اللغوي والنقدي). كما تناول (البنيوي: الدرس الوصفي للغة في ذاتها ومن أجل ذاتها، المحور الأفقي، والمحور الرأسي)، و (الشكلاني: التسمية، الشكلانية وقراءة النص السردي)، و (السيميائي: مفهوم العلامة، نصنصة الحياة، العلامة لدى سوسير، والعلامة لدى بيرس)، و (الأسلوبي: علاقته بالبنيوي، تعدد مدارسه)
وأجابت محاضرات الحسامي عن أسئلة: ما إشكالات توظيف مناهج النقد الغربية في قراءة النص العربي؟ هل المناهج النقدية مناهج بريئة؟ كيف نقرأ نصًا عربيًا بأداة غربية؟ متناولةً: (الإشكالات، الفجوة الزمنية، التباين الثقافي، المصطلح، التجريب، والغموض).

وفي محاضرة، غير بعيد، بعنوان “كتابة الرسالة العلمية الأسس والمزالق”، تناول الحسامي: أركان العملية البحثية، الموضوع المبحوث، الأدوات، الأسس، المنهجية، دقة تحديد العينة، كيف يختار الباحث مصادره ومراجعه؟، كيف تبنى الخطة؟، كيف تجمع المادة العلمية وكيف ترتب؟ انتقاء اللغة. كما تطرق إلى “المزالق”، بدءً من: مزلق العنوان، مزلق بناء الخطة، مزلق المنهج، مزلق اختيار العينة، مزلق كتابة البحث، مزلق تدوين النتائج.

وكان البروفيسور عبدالحميد الحسامي، استهل برنامج محاضراته العلمية في مدينة حيدر أباد، (حيث يتواجد للعلاج) بمحاضرة تناول فيها دور اللغة العربية كأداة تواصل بين الشعوب، و “العربية” بوصفها هوية ثقافية جامعة بين المتكلمين بها، وملامح تعلمها في شبه القارة الهندية.

تعليق واحد

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *