فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

“تراتيل الأيام السورية” بأنامل وداد سلوم

كتب- صدام الزيدي

 

صدرت، حديثًا، مجموعة شعرية رابعة للشاعرة السورية وداد سلوم بعنوان “تراتيل الأيام السورية”، جاءت هذه المرة مختلفة عن مجموعاتها السابقة؛ إذ تحضر الحرب وتجاعيدها في متوالية قصيدةٍ تدون ليوميات الوجع السوري.

“تراتيل” سلوم، تقع في 115 صفحة، محتويةً 63 نصًا، وهي ضمن إصدارات دار آس للطباعة والنشر في سورية.

تعليقًا على نصوص المجموعة، كتب الناشر في صفحة دار آس على فيس بوك، احتفاءً بالمجموعة واشتعالاتها الطالعة من فوهة اللحظة السورية المتشظية: “تراتيل الأيام السورية، ديوان مختلف عما أصدرته الشاعرة قبلاً، مختلف بتركيبته الشعرية الناضجة التي تغرف بفنية عالية من مأساتنا المعقدة في سورية المنكوبة، مبتعدة فيه شوطًا كبيرًا عن الشعر الأنثوي الخائض بقوة في مناجاة الآخر؛ (الذكر)، مبتعدة فيه أيضًا عن الأنا، إلى ال نحن؛ لتصير القصيدة قصيدتنا جميعًا”.

إلى ذلك، صدر لوداد سلوم، ابنة حمص (المولودة في 1969) قبل “تراتيل الأيام السورية” ثلاث مجموعات هي: ضفاف تخلع صفصافها (2010)، جرس الماء (2013)، من سن سكين البرد (2016). وتعد سلوم من أهم الأصوات التي تكتب قصيدة النثر في سورية.

 

أنتظرُ غريبًا،
غريبًا سيأتي،
فينظر بعينيَّ المحروقتين
إلى الحقول الممزقة،
والنوافذ المهجورة،
للدروب القروية اليابسة،
والشارات المتآكلة.
يتأمل الخنادق المائلة نحو قلبها الفارغ،
بينما أطفالها اللاعبون تناثروا
في الحنطة والانتظار.
وفي انسياب الغبار القديم
سيلتفت للأشلاء الباقية
كهشيمٍ يسير..
وللجماجم المنثورة بِذَار فاجعة.
ولأن الرياح المشبعة بالنحيب تتلف قلبه،
سيذكر أنبياءَ كثرًا
ويتعوّذ سبعًا،
ثم سبعًا أُخر.
وبهمّة مؤمنٍ له عمر الخليقة
يحفر قبرًا
يدفن عظام الحرب المقددة
بشاهدةٍ مجهولة،
منسية هناك..
هناك،
في الجنوب
بعيدًا..
بعيدًا عن قلب البلاد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *