الحلم
ياض ناصر نوري
مذ صارَ للمدينةِ سورْ
وهذا الحلمُ يحلُّ ضيفًا على نومي ..
أرى فيما أرى أولَ النومِ ..
مصابيحَ بيوتٍ مطفأةٍ ..
عربةً بعجلتينِ مسرعةً ..
ولا أحصنةَ أمامَها
تماثيلَ وجوهٍ مَاتتْ منذُ سنينْ
مئاتِ الدُّمى تدبِك في ساحةٍ
بِلا موسيقا
زوارقَ بلا صيادينْ ..
راسيةً في قاعِ النهرِ
صرَاعًا بينَ أقْطَاطٍ على قطعةِ خبزٍ .
أتقلبُ في فراشِي
وعندَ النِّصفِ الثاني من النومْ ..
أرى..
شعراءَ ينتحبون على نهدِ امرأةٍ عاقرْ
غَجريًّا يبيعُ أطقمَ أسنانٍ بيضاءْ
على رصيفِ مقهىً ..
مَلكًا عاريًا
يلقي خطابَ عريِهِ
على شعراءِ النهدِ وعلى الغجرِ ..
فوقَ رقعةِ شطرنجْ .
لحظةً .. وينتابُني الرقادْ
أرى ..
رؤوسَ غِربانٍ تتقافزَ فوقَ السورْ ..
وربَّ بيتٍ يركضُ نحوَها
ويصرخْ :
هذي الرؤوسُ قدْ أينعتْ ..
بلى “قدْ أينعت وحان قِطَافُها” ..
عندَها نثرت الرؤيةُ ثلجَها ..
إذًا …..سأنامْ .
* شاعر من سورية.