جمعة عبد العليم/ ليبيا
أحتاج للجنون
لأكتب قصيدة
للخيال الجامح
لألحق بالصور الهاربة
للتهور لأحكي عن القاهرة
القاهرة التي تركت طيش المدن المراهقة
تقدم نيلها على طبق من الخضرة
ليلها مائدة للسهارى
وبناتها الجميلات يعزفن بأقدامهن
على أوتار الأرصفة
أحتاج لنفض غبار الحزن عن قلبي
لاحتضانك رمزا للسلام
ملاذا للخطى التائهة
وشذى للمقامات والمقابر والأضرحة
والأرواح المحنطة
في متاحف الزمن الغابر…
وأنا أتنقل بين الأرصفة
أعانق بالكتف
السائرين في الشوارع المزدحمة
بخطى مستعجلة وعيون تذهل عن لحظها
اشتم روائح الأكل الشعبي
في الحسين وخان الخليلي
بعيدًا عن الشوكة والسكين
في مطاعم الفنادق الباذخة
أحتاج لوهج اللغة
لأتمكن من وصف ولهي بك
أتتبع بصمات الفراعنة على أجساد أهرامك
عطر ملكاتك الضائع في التكايا
وهمهمة خيل المماليك
عرق الفلاحين في فوح البرتقال
ودماء الأجناد الذي رصف دروب العز
أحتاج لقفة من العيون
لأستطيع القبض على بهجة الخيال
ورسم الدهشة بأصابع الكلام
ترنيمة عشق ودهشة وجمال
هرما رابعا
ونيلا آخر يسيل بالمعجزات.