زكية المرموق
المدينة ذات الأسوار
العالية
تحتسي عطشها
وحيدة
في مقهى الناعورة
الناعورة التي لم تعد تجري
من تحتها الأنهار
ولا تطوف حولها العصافير
تطحن الهواء بالهواء
وتنظر بحزن إلى النمل
وهو يأكلها ببطء
البحيرة التي غادرت سريرها
تاركة ضفيرتها عشا
للضفادع
تنام الآن بعيدة عن القمر
لا صوت للماء
ولا زوارق تحلق في الزرقة
الأشجار قماش أصفر
يحرس الأشباح
من الأحياء
ومثل شواهد قبور
تلوك الكراسي ظلها
وتتساءل بوجل:
ترى هل الغد رماد
في موقد
أم سماد لغابة جديدة؟
يقول عاشق قديم
لذاكرته:
لا أدري إن كنت وردة
أم شوكة؟
وتقول امرأة تلاحق طفلة
لازالت تمسك كم أبيها:
الذاكرة جدار
الجدار سجان
لكن أحيانا
يد حانية…
“يؤلمني ما لا أدري”
يقول شاعر على الرصيف
ويقول الرصيف
الحياة بائعة كبريت
تموت من البرد…