فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

في شباك الموت

تامر الهلالي/ مصر

 

ابنِ لي ضريحا بعد الموت
به بعض الماء
ربما يمر من هنا بحار متعب
من عربدة البحر في أقداس أحلامه
ربما يمر من هنا وطن حبيس
يحاول أن يروي عطشه
ليكمل رحلة الفرار
ممن يأكلون شمسه و هوائه
دون أن يتركوا قوت اليتامى

أريد أن يكون فيه
نافذة صغيرة تدخل الشمس و الهواء
لصورة طفل
كان يحاول أن يأنس لغزالة روحه
أن يشعل لها نارا تكفيهما لليلة واحدة
و أن يسقيها شربة ندى واحدة
غير معكرة بالآلام الكبرى
و لا بأشباح الخوف الأول و السجن الأول و الموت الأول

من ماء غير مؤرق بالرغبات الملحة على الروح
لأسباب مجهولة
تلك الرغبات التي نراها حقوقا بسيطة
و يراها ملوك كوكب السلاطين
اجتراء على نظام الكون

واحرصي على أن لا تسمع أمي في هذا الضريح
أزيز نشيجي الذي كنت أداريه عنها
و ألا يشم أبي بقايا نبيذ يفوح من عقلي اللاهث

و رجاء لا تبكِ هناك
و اجلبي لابني كرة قدم و دعيه يلعب حولي
و يحرز الأهداف
و قبليني القبلة التي تحييني
ولا أحد يعرف سرها غيرنا
و اتل علي قصيدة ساذجة
عن حب الوطن
و عن أحزاننا التي كنا نحولها بمهارة
لمادة للضحك الصافي
و السخرية الشديدة
و اختمي زياراتك بضحكتك الخليعة الخافتة
و أهداف ل” مالك” أو ” يحيى”
يحرزانها بمهارة
في شباك الموت

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *