فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

شاعرٌ رديء

حسين علي يونس

 

ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
أحيانا أرى بعض الأشياء الغامضة
التي أعجز عن معاينتها
عندما يكون الضوء خافتًا
والحجرة معتمة
عندها
أفتح النافذة
-آه لقد وصلت الآية
لقد وصل الليل إلى الليل فمحاه
حتى صار المحو ليلاً وصبحًا.
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
أعيش في ظل الشعوب المحطمة
التي تزحف إلى نهاية حياتها
وتؤمن بمحطميها
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
على حين غرّة
فقدت أصدقائي
الذين قلّما تغيروا مع الوقت
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
شارك بحروب عبثية
لم يكن يؤمن بها
لم يطلق رصاصة واحدة
لتغيير مسار قدر
ماذا أفعل
أنا شاعر
رديء
ولا تزعجني هذه الكلمة
التي تؤرِّق البعض.
عملت بقالاً وبائع كتب
على الرصيف
وسرقت آلافًا مؤلفة من الكتب.
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
يحلم بحياة رائعة وطويلة
أجلس تحت ظل شجرة كبيرة
عظيمة الجذع
وأتأمل عصفورًا
يتأمل مشارق الأرض
ومغاربها
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
أرى السنوات المرة
تدمر حياتها
وأصمت
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
يرى العالم يتأرجح
بين حكايتين مريرتين
عن الحزن والفرح
يعتقد أن العالم
لم يكن بمثل هذا السوء أبدًا.
ماذا أفعل
أنا شاعر رديء
يشاهدك من خلال الضباب
تعطل أجهزتك الكونية
أيها المقتدر
إلهي يا قائد الكون
وأنت
ترى الفقراء
يمسهم جرح قديم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *