أمين الجرادي
بين الحرب والنزوح
أمضي مغمض العينين
أشق الطريق لا أرى أمامي
الخطوة الأولى أتمايل
الخطوة الثانية أترنح
الخطوة الثالثة يرتطم رأسي في الجدار..
تَركتُ أُمي الضاربة في السِن وهي تنتحب
قد لا أعود بعد منتصف الطريق
حولي جبال وسهول وهضاب
وفوقي سماء واسعة تلبس رأسي كالقبعة
مغمض العينين أتدحرج
الشمس تلفح رأسي المفتوح..
بلا وزن يطير جسدي في الريح
وروحي لازلت محبوسة في قبصة يدي..
غَادرتُ أُمي
نسيت موعد الحكاية الأخيرة
تركت أصابعها التي تتحسس رأسي قبل النوم..
والآن أتمايل
أشق الصخر
أرتطم بالأشجار
أقع على الرمل
ألقي بجسدي من أعلى شاهق
لا أكترث بالرضوض التي تتوزعني
لا أخاف من الثعابين والزواحف
لا أهز قلبي كلما تقدمت خطواتي..
تشدني حبال الحرب
ويجرفني النزوح
وتتعقبني بنادق الميليشيات
استبدلت احذيتي بقوالب حديد
لَفَفتُ جسدي في كل ما أملكه من ملابس
وتركت كَف أُمي مستمر في التلويح
ينتظر عودتي .
3 ابريل 2021
*شاعر من اليمن.