قصيدة مُحْرَجَة

سونيا الفرجاني

 

صباحٌ مستحيل،
لا يصل إليه بحّار يجذّف بساعدين قويّين.
أشرب عصير البرتقالتين الكبيرتين
وأرفع ذراعي:
هل هذا اللحم يكفي لأعبر الجسر الخشبيّ؟
أطلي قطعة خبز بمربّى
وأصبّ قهوة غامضة في كوب واسع
وأرفع ذراعي
هل هذا اللحم يكفي لأعبر الجسر القديم؟
أقطّع جُبنا كثيرا
وخيارا… بذوره يابسة
أمضغ بسرعة، كأنّي أطحن الغابة…
أقف للمرآة عارية
هل هذا اللحم يكفي
لأعبر القدر المغليّ؟
لن يصل البحّار لهذا الصباح المستحيل
ليس فضوليّا بما يكفي
وعصيّه لا ترفع الملح من البحر.
ناقص هذا الفجر
وفطوري أيضا ناقص
لم أجد تينا في الشجرة
التينة لا تزهر
تثمر فجأة…. وتصير فاكهة كدَمِي.
فمي الصغير
سفينة… تقفز إليها أسماك “التونا”
فأعيدها
لا أحب اللحم الأزرق
يشبه كَدَماَتيِ…
ويشبه يدك.
سأهبط في البحر الداكن
كامرأة مكتنزة
أسلخ جلدي
وأسفك مائي….
فهذا الصباح مستحيل
والبرتقالة حامضة جدا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى