فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

حسنًا أنا لستُ بخير

وسام الموسوي

 

حسنًا أنا لستُ بخير
ورغم هذا لا أشكو من شيء
أنا لستُ بخير
أعاني من عدم حضور العافية
وتملص الهواء عن رئةِ الفرح..

بإمكاني أن أشعرَ في كل الأشياء
حتى في تلك المشاهد المصطنعة
التي يراها القلب دون كلفة البحث وجسارة التحديق.

بإمكاني أن أظهرَ على كل شيء أيضًا
حتى على تلك الأواني المتسخة في أقبية البيوت و على المعلبات في الدكاكين كعلامةٍ تطرد حتى الجائعين عن اقتنائها..
أنا لستُ بخير
أتيهُ في كل شيءٍ بمجرد أن أفكرَ في الصبر وهروب رائحة البقاء التي تتسع في فكرته..

أنا لستُ بخير
أتقيدُ في إرادةٍ غامضةٍ
وكثيراً ما انتصر عليّ جزعُ المحاولة
رغم أن فكرةَ الأمل ترسمني
فرساً لم تتروض من قبل..

هكذا أنا لا أعاني من شيء
أنا فقط أتكورُ على جموحٍ يرسم العالم على شكلِ سرير من عناق
ولهاثٍ لايفضي إلا لضمور الهواء بعيداً
عن نافذة الاحتياج..

أتشاهدين هذياني الآن ؟!
أتتعرقين من عينيكِ كما أفعلُ أنا مراراً ؟!
حين تصفعني حمى عدم مبالاتكِ
وتربتُ على كتف قلبي
أطراف شعورك الكسيح
ليتعقد نبضي ويتكاسلُ في أوردتي الجريان..

أتساءلُ كيف تبدين عندما يتوارث فكرتكِ الكثير من الحالمين
بالحب
والجمال
والصدق
والوفاء الذي يتكاثرُ من قِبلهم
و أنتِ لا تدركين كيوننته و اتساع لمعانه
رغم تجهمكِ
الذي يشبه ليلة هرب قمرها وصارت فريسةً طريةً لمخالب الظلام..
أنا لستُ بخيرٍ إذًا
أنتِ تدركين ذلك ورغم هذا تقفين مثل جدارٍ ابتلعت نوافذه فكرة الوقوف
أمام حربٍ اشعلها تأنيب الضمير لانتشال الإرادة من التيّه..
نعم أنا لستُ بخير
ولن أكون كذلك بعد الآن
صدقيني أيتها الحياة الداعرة…

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *