فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

مشاهد لسعادةٍ لا تكتمل

وداد نبي

 

سأبدو امرأة حزينة
مهما فعلتُ من الأشياء السعيدة
ستبقى نظرة عيني ذاتها
نظرة طفلةٍ وقعت على البلوك الحجري
حينما كانت تركض بأقصى أنفاسها الصغيرة
لتعانق أبيها في مسقط رأسها
طفلةٍ احتفظت عينها بمشهدِ السقوط المؤلم
لا مشهد العناق

***
سأبدو امرأة حزينة
حتى وإن تشبّهتُ بأسعدِ النساء على الأرض
حتى لو كانت ابتسامتي قوسَ قزحٍ لا يغيب
حتى لو بدوتُ كشجرة تتنفّسُ أغصانها من رئات عصافير أبي الحناء
حتى لو كان قلبي منزلاً ليعاسيب الحظ السعيد
فأثر الجرح القديم أسفل فمي
سيبقى باقياً كجرنِ حنطة
يطحن كل السعادات الجديدة تحت يدِ
الماضي القديم

****

سأبدو امرأة حزينة
وأنا أركض صوب الحبّ كالخيلِ البري
وأنا أضمّ القبلات لفراغِ يدي
امرأة حزينة
تحيكُ من العدمِ
آمالاً لبيتٍ مصنوعٍ من بكاءٍ قديم .

***
سأبدو امرأة حزينة
رغم أنّ صوري المعلّقة على جدران منزلي
تشبه امرأةً من بلادٍ سعيدة
امرأة
يتساقطُ ملحُ بحر إيجه من جيب فستانها الملون
لعشرين عاماً وحرب
الملح الذي سكن بجسدها مذ ركبت قوارب الموت الصغيرة
الملح الذي بقي عالقاً بنظرة عينها الفارغة
نظرة من تخلى للموت عن كلّ شيء
لينجو..!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *