شذى كامل خليل
اتركني عندك
تماما كما لو كنت سحابة صيف لا أمل لها بالمطر
مجرد سراب يحكي عن رحم عاقر وفم يملؤه العطش
اتركني داخل جلدك
تماما
كلون الشمس حين تنزل حتى كتفيك تبحث بين النمش عن حبات حنطة تدل عليها العصافير
صدقني أنا عصفورة جائعة
ارميني داخل عتمتك
لن أضيء
سأبقى أنحت في الضوء حتى أعد لك سريرا حالكا
أتمدد عليه بجانبك
ثم نتلاشى كظلين.
انثرني في حبرك
أريد أن أنزل بين كلماتك قطرة قطرة
أن أكون قصائدك أبطالك المعاني الممكنة والكتب المعدة للطباعة للمرة الأولى
أن أكون تواقيعك على نسخ المعجبين والمعجبات
وربما بصمة إبهامك
حين تعقد قرانك على وهمي في لحظة تأمل عابرة
ولنكن صريحين
أريد أن أوطد علاقتي المستحيلة مع خطوط شفتيك
وأن أستنسخ ضحكاتك كي أستعيرها حين يندلع الحزن بي
دعني
أفهم معنى العطر حولك
الخارج منك على وجه السرعة
المرتطم بأنفي
ثم داخلي
عطرك الآخذ والممعن في طعني كي أستيقظ إلى الحياة
اسكبني بين ذرات هواءك
تنفسني
دعني ببرودتي أتمشى في شرايينك
أقيم علاقة ود مع دمك الأزرق
أمر بقلبك
ألقي عليه تحية ثم أمضي إلى الخارج كحركة زفير مؤلمة
دعني
أعيد خلق الطفل فيك
بقدرتي على إظهار طفولتي
كأن لا أكف لحظة عن تلطيخ ياقة كبرياءك بالقبلة الحمراء
أو أن لا أتوانى في كل كأس عن أن أسرق من رأسك، الدوار.