فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

قبلة على السطر

محيي الدين جرمة

كثر يصرحن ويصرحون
في “نصوص حياتهم” بقبلات حادة
كمدية “من ورد”
قبلات نقرأها ولا نراها
نلمسها بحواس في اطارات مغلقة
ومجالات مخنوقة لحركة
سجينة في الخارج.

أفواه فاغرة. لكنها مقيدة
بإثم إنسانها.
فضاءات مقيدة بحياة تعاني
من ” قيد الحياة”
القبلات المحبرة في الجملة
في فضاء النص الحر
تفتقد الى الحرية.
لأنك ستنتهي من كتابة النص
وتخرج اثرها من البيت
من الباص.
من الميترو البطيء جدا.
الى الحياة السلحفاة
التي تتعجل دوما في صنعها
بصوتك: فقط لا غير؟!

سلحفاة حياتك
الأسرع من باليستيكي ٍ
قد يخترق حدودك الشخصية.
ويدمر حياتك في لحظات
يصل حتى مختبر الفكرة
التي تعدها للغد
ككلمة مثلا
عن “تنسيق الزهور”
يلقيها طفلك الذي لم يولد بعد:
في طابور الصباح المدرسي.

تنزل الى فوضى الحياة المتفق عليها.
قبلات مكتوبة في كلمات
مفردها:
” قبلة نحوية أو شفاهية
لكنها تبقى” سجينة بين شفتين.
حتى إطلاق سراحها.
قبلة فارغة بين مزدوجين ( )
قبلة ممتلئة
كإكتناز شفاه تنتظر/
بين نظرة وقبلة مكتوبة
ونزهة حب مسفوحة
على ورق
في البيت
والشارع والحي والمدينة
كما في قلب النص الدامي!

قبلات نشمها حينا
بروائح وألوان مختلفة.
كما نكاد نلمسها
كإحساسنا المصادر
في كل شيء نتمناه.
حتى كموت نظيف
نرتب له عيد ميلاد يليق بنا فنيا…
بعيدا عن قانون “العرض والطلب”

قبلات نكاد نلمسها
في جلدة الكلام
لكن لا أحد يراها.
سوى كرغبة ضارية
في تقبيل القبلة نفسها.

قبلة على السطر.
قبلة في الكتابة.
قبلة مطبوعة
في كتاب “صدر حديثا”
عن دار “لاشيء”.

قبلة تقع في أول الجملة
لكن لامحل لها من الإعراب!
قبل تسير وحيدة لا نحو لها
ولا طريق.
لا جهة أو اتجاه.

قبلة تظل وحيدة وغريبة
قبلة لا في شفة من تحب.!
حينا تجيء في نهاية العبارة
حينا بعد “حرف جر”
فتساق إلى مصير مجهول.

طورا في آخر السطر
على البياض.
اعلانات عن قبل كثيرة
لكنها تنمو كالرغبات
بعيدا عن الفصول
والحقول
وتربة المواعيد.

قبلات غير ناضجة غالبا
نسمع عنها
ونقرأها فحسب
ككلمة مبعثرة:
ق ب ل ا ت
وأشتاتا من فرط “التوحد”
كمرض في بلدان
و “كلمات متقاطعة”
خمسة حروف
خمسة أرقام.
خمس ليال.
خمسة نجوم
قبلات. قبل وبعد.
وفي “الذي يأتي ولا يأتي”

الأرقام الفردية
قد تخطأ التصويب.
الأعداد الزوجية ماهرة
في تسديد ديونها من القبلات
أو “متأخراتها”
كما يعتقد كثيرون.!

قبلات بعضها فوق بعض
قد “يسودها الأمن والإستقرار”
وتشعر بوضوح اكثر
في عزلاتها…
تلك المؤثثة
بالمشاعر المتناقضة.

عند اقتفاء أرقام ا ل ق ب ل ا ت
في حياة النص الحقيقية.
قد يتحول المشهد في الصورة
إلى سينما مشردين وهجرات
يذهب كل إلى غاية
وعادة ما.
منها ما يتطلب القيام
بوظيفة سرية ك”العادة”
لشغل الأصابع التي تعاني البطالة.
الأصابع المشغولة بحياة”لمس الأزرار”
الأصابع التي تعاني من التكسرات
بلا قبلات حقيقية…
كمن افتقد وظيفته في الحياة.

كأشلاء زهور مقطوفة
لا يعيرها أحد التفاتا
إثر كل مزايدة بإسم الحب.
ومحبة العالم.

ُ ُقبل ٌ
نشهد تيبسها الدراماتيكي
أمامنا -كمسحوق تنهمر-
كحبات نسيان
مثلج الشعور
بحواس
لوثتها نفايات البحار
وسموات الحروب.
فصيرت إلى:
رماد (قبلات ذابلة).

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *