الرئيسية / نصوص / انتصرت أخيرًا….

انتصرت أخيرًا….

سامية البحري

تبا لك يا مارك:
كنت صغيرا عندما راودك الجنون
عربيداكنت …
أتقنت الغوص في النفوس..
عندما جلست إلى أدواتك التكنولوجيا..
حفرت في الأرواح
وبعثت عوالم …
قلت عنها…
هي للتواصل الاجتماعي بين البشر..
للسلام…للمحبة..للتصالح…
كم كنت داهية يا ابن الضفة الأخرى
وكم كنت بكل الألوان. …
لقد استطعت أن تقود هذه البشرية..
بزر واحد..
زر واحد يا مارك …!!!
أصبحت انت القائد
وغدا كل العالم عبيدا
ما أقسى هذا المفهوم الجديد للعبودية!!!
تقودنا بلا عصي و لا سياط..
كيف السبيل إلى هجرك ؟
دلني. …
دلني….
أيها الأشعث الصغير! !!
ما عادت أرواحنا لنا…
وما عادت أجسادنا تحوينا. .
الكل يمضي وقد علق بين يديه جهازك اللعين
رؤوسنا أثقلها أنين الأزرار
وظهورنا نبتت فوقها حدبة صغيرة
نرويها كل يوم، فتكبر. ..
تترعرع. ..تنمو…
هاهي تعلو…..لتعانق السماء..
العالم يغدو بسببك حدبات تمشي على قدمين..
لا حدبة تعرف الأخرى. .
لا حدبة تواسي صديقتها….
كل حدبة بما بين يديها منشغلة…
كيف السبيل إلى قطع عروقك؟؟؟
وهل سأفعلها… ؟؟؟
هل أمسك يوما بتلك المدية التي ترقبني
وأقطع كل الشرايين التي تشدني إليك
هل أنتصر على غبائي _يا مارك_
وأقفز عند مدفأتي وأرمي بكل أوراقك إلى المحرقة؟؟
قد أفعلها. ..
بل سأفعلها قريبا…
وسأنطلق أركض على ضفاف المتوسط وأغني:
“_أخيراً انتصرت عليك يا مارك”
أخيرا اقتلعت تلك الحدبة…”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...