فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

شقيقة البحر

ريم قمري

كالجالس فوق ربوة
يراقب الشمس
يراقص السراب

مرت كل قوافلهم من هنا
محملة بالملح، الشاي، الحناء…سنابل القمح
و لم تزل هذه الأرض تخصب الملح فوق جباه ابنائها

البحر شقيق الشمس و التراب
يرمي زرقته في أحداق عيوننا
يركض موجه في دمنا
كيف كانت ستكون هذه البلاد دون بحر؟

أسماكك الضالة يا إلهي
نتنفس ملء أوجاعنا
مازلنا نبحث عن عرائس البحر
نمثل دور القراصنة الشجعان
عروج… بربروس قائمة الغزاة طويلة
البحر يهضم داخل أحشائه التاريخ

ليس لي جدائل طويلة و قوية
كي أصنع حبالا لمراكب الوطن
الشمس أشبه بتنين جائع

أنا اختصار ذلك الاسم القصير
الذي يعني المفتاح و الباب
ضفة البحر التى ينام الزبد على ركبتيها

لا أملك إلا عقد ياسمين
أزين شعري بأزهار مسك الليل
يتضوع من جسدي زيت يكاد يضيئ
لا أحني قلبي لعواصف الربيع

أنا بداية الكلام و نهايته
لم تتفتح الأض إلا لتنجبني
كنت قبل الطوفان و بعده
هذا البحر صوتي
امتداد شهوتي

لا الريح اقتلعتني و لا جحافل الجراد
نسائي مكمن رغبة الكون و سره
جوهر الخلق، تجلى الإله في لحظات صفائه
أنوثة الريح و عنفوانها

رجالي مناجل القمح، مواسم الحصاد
أنهار تروى جدب الأرض
اختبار الإله لعبقريته في الخلق

أيها البحر، الهادئ، الثائر.. الغاضب
يا عباءة الجلود السمراء
كيف كانت ستكون هذه البلاد لولا هدير موجك؟
كيف كنت لتكون بحرا لولا اسمها منقوش على جسدك؟

كالجالس فوق ربوة
يواجه الشمس
يتحدى السراب
ينقش اسما صغيرا جدا… جدا
كان و سيبقي مفتاح الكون كله (تونس).

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *