فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

بوست

أسماء كريدي: أكتب لأتفادى مشنقة

حاورها: صدام الزيدي

 

تركت الحرب بقعًا مظلمة في كتاباتي

أسماء كريدي، شاعرة سورية (في مبتدأ عقدها الثالث) تكتب بروحٍ ملؤها الشغف والانكسار، معًا، ذلك لأن “الكتابة هي الوحيدة التي تنزلني من حبل المشنقة”، تقول (ابنة دمشق) الشاعرة وطالبة القانون. بينما تعترف: “تركت الحرب بقعًا مظلمة في كتاباتي”، آملةً “ألاّ تتهشم نافذة الكتابة في المستقبل”.

تتحدث “كريدي”، في دردشة مع “فضاءات الدهشة” عن النزوح والكتابة وعن الحرب: “هذا الوحش الكامن في الرأس كان يبدو لي ميتًا لكنه خرج إلى حياتي بسهولة وحدث ما حدث”.

 

*الطفولة وعوالقها في الذاكرة.. والبدايات؟
-أنت تعيدني إلى مكان كانت تخرج منه الشمس دون خوف، أشياء كثيرة ما زلت أحتفظ بها من الطفولة أهمها شكل عائلتي الكبيرة، وأنت تفعل الأشياء بشكل غريزي، ليس الفضول من قادني لتصفح تلك الكتب
الغريبة وإنما شيء آخر ربما هو محاولة الانتقال إلى مكان آخر نكون فيه أنا وعيناي فقط، كان مبكرًا معرفة أن للكتاب روح.

*النزوح من منطقة إلى أخرى (لك حكاية موجعة بهذا الصدد) في أجواء الحرب، التي تجاوزت ما هو أكثر من مسألة النزوح والهجرة؟
-هناك فرق بين أن تصحو في الصباح لتكرر المحاولة بتحقيق أحلامك وبين أن تحاول جمع أكبر عدد ممكن من أشيائك لتضعها في حقيبة وتفر من الموت، حينها لأول مرة عرفت أن الحرب تخرج من الأحلام، هذا الوحش الكامن في الرأس كان يبدو لي ميتًا لكنه خرج إلى حياتي بسهولة وحدث ما حدث. في جميع الأماكن التي نزحت إليها كان لابد لي من الاحتفاظ بشيء من روح المكان الأول الذي عشت فيه سنواتي، فلم يكن أمامي سوى الحقيبة.. كانت القبر الذي أجلس فوقه وأنام -أيضًا- أغلب الوقت. أكثر شيء مرعب في تلك المرحلة هو البحث عن مكان آمن قدر الإمكان قد لا أموت فيه، أو على الأقل، يتأخر فيه موتي قليلاً. مرحلة النزوح كانت تجربة منقسمة إلى نصفين أحدهما “الرعب” و الآخر “الأمل بالبقاء على قيد الحياة”.

*الحرب، الحزن، الانكسار، الحب… نقرؤها بين نصوصك.. هل يمكن لنا بالشعر أن نتفادى انهياراتنا في خضمّ كهذا؟
-الكتابة هي الوحيدة التي تنزلني من حبل المشنقة، البدء من جديد يعني الكتابة من جديد وإلصاق وجهي على جدار الحياة، الحياة التي خربها القتلة، نعم هناك أكثر من منطقة مظلمة في كتابتي وهذه هي الحقيقة والحقيقة يجب إظهارها دائمًا.

*فضاء قصيدة النثر….؟
-التسمية بالنسبة لي عائق.. الفضاء الذي أريده هو الشعور بالحرية.. في فعل الكتابة أعتقد أن هذا أعمق، أنا أكتب لأتحرر وليس الذهاب إلى قالب، أو فضاء معين. ويبقى هذا وجهة نظر شخصية.

*الحركة الثقافية السورية، اليوم، ما هي أحوالها؟
-أعتقد ان حركة الثقافة السورية تحت أنظار الجميع.. ولابد لكل ثقافة أن تمر بتحولات وعدد الحقيقيين فيها ليس قليلا وبالنسبة لي أنا في بداية الطريق وأطمح أن يكون لي فيها دورًا والأهم أن أكون حقيقية دائمًا.

*تدرسين الحقوق في جامعة دمشق، حاليًا.. لماذا اخترت هذا التخصص؟
-اخترت الحقوق لأنه مناسب لعملي.

*برنامجك اليومي بين: الوظيفة- الجامعة- القراءة- الكتابة- الفيسبوك؟
-بين العمل والمنزل ما يتبقى من الوقت هو لأمي وللقراءة وللتفكير وللكتابة.

*متى تصدر بواكيرك؟
-عملت على اعداد مخطوط كتابي الأول أكثر من مرة ولكني أتوقف عن ذلك. الموضوع ليس سهلاً.. في هذه المرحلة أحتاج إلى أن تتوطد علاقتي بالشعر أكثر.

*كيف تتطلعين -الآن- إلى مستقبل أسماء كريدي؟
-المستقبل، بالنسبة لي، هو الحفاظ على فعل الكتابة، هو أن لا تتهشم هذه النافذة في يوم ما.

*الشبكات الاجتماعية.. هل أمست ضرورة؟
المبدعون هل استثمروها؟
-لا شك في أن شبكات التواصل الاجتماعي منحت الكُتّاب فرصة ذهبية لنشر نتاجاتهم وهي الآن تقوم بالدور الأكبر بالاطلاع والتواصل ويبقى الابداع هو سيد الموقف.

***
نحنُ أبناءُ الكلماتِ الميّتة
أصدقاءُ الغُبار
نكنُس أسماءَنا عن ظهورِ الأُمّهات
ونحاولُ دائماً مَحْوَ القمر
نحبُّ إلى أنْ نُقْتَل
تُبكينا أغنيةٌ وطنيّة
و يُرافِقُنا الشَّجن إلى أفراحِنا البعيدة
نرتاحُ للظّلام
ويُخيفُنا الضّحك
لا نملِكُ سلالمَ لإيصالِ كلماتِنا إلى السّماء
ولا إشارات تصلُ إلينا من هناك
نفعلُ كلّ الأشياءِ الّتي تُحيلُنا في النّهاية إلى جُثث
ونرغبُ بشدَّةٍ
أنْ تكونَ لنا بيوتٌ من زجاج
لتتهشَّمَ بسهولة”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *