صدام الزيدي
احتفت دار دلمون الجديدة (في فعالية توقيع على هامش معرض الكتاب الثلاثين على أروقة مكتبة الأسد بدمشق) ب “جدران عازلة للصوت”، للشاعرة نور طلال نصرة، (المجموعة الشعرية الفائزة بالمركز الأول في “جائزة الكلمة الشعرية” التي نظمتها “دلمون الجديدة” في دورتها 2017) الصادرة حديثًا على نفقة الدار. كما وقّع عماد حبيب وأحمد العجة مجموعتان لهما فازتا بالمركزين الثاني والثالث.
في (65) صفحة من القطع الوسط، اندلعت “جدران عازلة للصوت” في (23) نصًا- قصائد نثر، أهدتها (الشاعرة والمترجمة) نصرة: (إلى الشعر/ الذي ظنّ/ أنّي أمازحه). وما يميز قصيدة نور طلال نصرة هو انها عميقة دافئة وحالمة في فضاءٍ لمتوالية حرب (تعيشها سورية) كما انها تتسم باختزال يغني عن كثير الكلام؛ قصيدة نثر جديدة ومغايرة، تطل كمقاطع- شذرات (في غالبية نصوص المجموعة) تنضوي تحت عناوين رئيسة، لتدهش منفردةً، أيضا.
يشار إلى ان نور طلال نصرة، المولودة في دمشق 16 أغسطس 1987، حاصلة على إجازة في الترجمة- كلية الآداب جامعة تشرين في اللاذقية، وتعد “جدران عازلة للصوت” باكورة شعرية لها، في الوقت الذي اعتبرها نقاد ومهتمون من أهم كتاب قصيدة النثر السورية، (الشباب) اليوم. كُرِّمت نور نصرة في “مهرجان يا مال الشام” في دمشق، وتنشر لها، تباعًا، نصوصًا ومقالات وترجمات في المجالين الأدبي والفني في مجلات عربية ورقية والكترونية من أهمها: السفير، الآداب، النهار الكويتية، الإمارات الثقافية، الرافد الإماراتية، التشكيلي القطرية، أفكار الأردنية، أخبار اليوم، نصوص من خارج اللغة، فضاءات الدهشة، والهلال المصرية.
—————-
وما معنى أن تحبني
أن تلتقط من فمي كل القبلات
التي كنت أدخرها لك
وأن ألثم جرح فمك
وأكتفي بطعم الملح.
*من: (مواسم عاجلة).
***
كل الجدران العازلة للصوت
وما أزال أسمع
شهقة النوافذ
وما أزال أرى
رجفة الستائر
كل النداءات
التي ألقيتها في بئر الصمت
وما أزال هنا
لا أدري لماذا لم ينتهِ كل شيء؟
*من: (جدران عازلة للصوت).
***
أخبريني يا سنية
كيف كنت تعقدين جدائل الألم
بشرائط الشعر؟
وكيف كنت تدلقين أسرارك
في فم ليل يتباهى بظلمته؟.
لا ماغوط لديّ
ولا قصائد أمامي تتماثل للشفاء
هبيني حلمًا لا ينال منه السرطان.
*(إلى سنية صالح).