أحمد العرامي
كل انتظارٍ هو أنا، كل اقبال هو صوتكِ.
هادئةً وبالقرب انتظري، لم يعد هناك وطن ولا أهلة، أنت فقط في هذا المدى الأحدب واقفةً مثل شجرةٍ، وفاردة الذراعين مثل إله، وأنا كتلة خطايا وأغنيات، وكناية عرجاء، ومشانق أنصبها لنفسي كل يوم، وأفشل.. أفشل لأني أحبك ولا أعرف كيف أفعل ذلك، أحبك ولا أعرف كيف أجعلك سعيدةً بالطريقة نفسها التي أجعلك فيها تضحكين.
كل ذاكرةٍ هي أنتِ، كل جحيم هو نسيانك، كنت طفلاً حافياً في صباحٍ ما بعيد، وعدت كذلك بين يديك، نحن من يقولنا بطريقةٍ ما، ويرددها الناس، أما أنا فأرددك ولا تقولين، تقولين وترددينني، كل مساء تنبت في رأسي شجرة ويطلع من بين ضلوعي عتاب، وأنت وحدك تدفعين عجلة الوقت برفق، وتمررين العالم على أطفاله بأناقةٍ، تفتحين النوافذ للياسمين وتوصدين الليل على الندم والأضرحة، كم أحبك!! حتى أنك تفتقرين لفهمها، كم أحبك! حتى أنك لا تفتقرين لشيء.. يا إلهة، يا نبيذا يفكرُ، يا يداً في يدي، وبلاد.
ليس بيننا جدران، وبيننا مدن، ليس بيننا أسرار، وبيننا التفاتة، كلما سقطت أغنية مسحتِها وقبلتِها بشفتيك وجبينك ورفعتها على الرفّ، كلما سقطت بلدٌ أقمت أود إله، ليست الحياة شيئاً سوى عينيك، وليس الورد شيئاً سوى صدى خطوتك، وتفتح الدقائق بين يديك مثل القصائد القديمة، أيتها النبية والخلجان، أيتها البحار والأساطير، تعرفين كيف تغضبينني وأنا أحبك وأفشل، تعرفين كيف تسعدينني وأنا أضحك وتقهقهين.
أنا فتى في كل ليلة وهو حلم، وأنت امرأة في الحلم وهي كل شيء، انتبهي للكلمات انتبهي للمدن وأنت ترتبينها للناس، للكلمات وأنت تعجنينها للأطفال، للحب وهو ينمو في حقولك، انتبهي لي وأنت تقرأين، انتبهي لي وأنا أكتب، كل قراءة هي محاولة لفهم فهمك، كل كتابةٍ هي توق لإدهاشك.
كل انتظارٍ هو أنا في انتظارك، كل اقبال هو صوتكِ في فمي.