فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

النصف الآخر

عماد البريهي

 

مثلكِ تماما
يسكنني العشب
تعبرني الكلماتُ المفتوحة
يأخذني الضوء
تاركا بين دفاتري حروف القمر
حدثي عني صغارَ الحي
قولي لهم:
هو يكبر فوق دفاتره
يسقيني بضحكته ندى وردة
يزرعني بين حروفه بريق نجمة
حين تشدني أشواقُ روحي
يربط لي الريحَ جنب سريره
يفتح لي نافذة
لأعبر معه على الكتب المسنة
نرافق الفلاسفة إلى عزاءاتهم
نشيّع كلّ يومٍ شجرة
وأصدّقه حينَ يقول لي: إنّه عمٌ لأبيه وجدٌ لإخوانه
لم أكنْ أعرفُ حجمَ مأساته
حتى تفاجأتُ به وهو يحملُ الأرضَ على ظهره
ينزلُ إلى عالم البرزخ
يدخل إلى المرآة دون أن يترك جسده في الخارج
كثيرا ما يجنحُ به ظله نحو عالمه العلوي
أحيانا يبدو لي أنه لا ينتمي إلى هذه الأرض
وردةٌ بسيطةٌ تحوّله إلى عصفور
أيّ شجرة ٍتذكّره بمأساة أبيه آدم
أنا وأنتِ
على طريقنا سنكتب كل شيء
سندخل في بطون الشجر
سنراقبُ العالم كيف يخرجُ من جلده
سنشاهدُ الأرض
وهي تتمخضُ برؤوس آلهةٍ جدد
تئنُّ في ثقب نملة
سننظر إلى مدينتنا كيف تأكلُ شعراءَها الأنبياء!!
وتصطفي أناسا سقطوا من أرصفة الحرف
تحتَ ضوءِ النجوم
ستفتحين معي الفصولَ الأربعة
ستدخلين الصرح لأكشف لك عن
صغار الملائكة وهي تعبرُ إلى مُصَلاّك
وستكــتــبــُكِ العصافيرُ على الشجر
إرادة السماء
معا سنعبرُ جبال (القوقاز)
نهدي إلى سارق النارِ وردة
سنأخذ من كل نبيٍّ قَــدَما
ونمتطي جبل (قاسيون) نقرأ على (ابن عربي) حديث الشجرة
ونقف مع (النِّــفّــري) نرصد أسرارَه في كلّ وقفة
مع ( بوذا ) سنعقد جلسة ًتحت كل عشب
سنصطحب الزهر في طريق العودة من
(النيرفانا)
إلى عالم الصور
سنوضح لــ (نتشه) نقاط ضعفه
عند باب الظل
سندل ّ( دريدا ) على بابه التائه
للخائفين سنكتبُ رسالة من تحت الماء

سنساعد الفلاسفة
على تخطي عقدة المعنى
أخيرا
سنكتب للواقفين عند السطح
(كلما اتسعتْ الرؤية.. ضاقتْ العبارة)

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *