فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

ترجمات

وجدي الأهدل متحدثًا عن مسرحية “أرض بلا ياسمين”: النفاق الاجتماعي يؤدي إلى مجتمع وثنيّ

 

أجرى المقابلة الصحفية د. كاثرين هنسي ومارشا لينكس كوايلي

 

في هذا الحوار، يتحدث الروائي والكاتب اليمني “وجدي الأهدل” لموقع “arablit” البريطاني عن “أول إنتاج مسرحي يمني على الإطلاق في المملكة المتحدة” حيث عُرِضت على خشبة “مركز باترسي للفنون بلندن” مسرحية “أرض بلا ياسمين” للمخرج الفلسطيني “مؤمن سويطات” من مجموعة Sarha Collective على مدى ثلاث أمسيات من 4 إلى 6 أبريل/ نيسان الجاري.

المسرحية هي مبنية في الأساس على النسخة المترجمة من رواية “بلاد بلا سماء” لوجدي الأهدل التي ترجمها إلى اللغة الإنكليزية البروفسور “وليام هتشينز” بعنوان: “A Land Whithout Jasmine”.

شهدت مسرحية “أرض بلا ياسمين” إقبالًا كبيرًا من قبل الجمهور العربي والأوروبي وكان في مقدمة الحضور سفير اليمن في لندن د. ياسين سعيد نعمان.

بهذه المناسبة كانت الصحفية د. “كاثرين هنسي” الأستاذة في الجامعة الأمريكية بالكويت ومؤلفة كتاب “شكسبير في الجزيرة العربية”. و “مارشا لينكس كوايلي” المترجمة ومديرة موقع arablit، حاورتا الروائي اليمني “وجدي الأهدل” عشية انطلاق أولى عروض المسرحية المستلهمة من إحدى رواياته. نُشِر الحوار يوم 3 أبريل 2019 باللغة الإنجليزية بموقع “arablit”.

لأهمية الحوار، ينشره “فضاءات الدهشة” مترجمًا إلى العربية بالاتفاق مع الصحفية “د. هنسي” ومديرة موقع arablit المترجمة “كوايلي” اللتان وافقتا على نشره حصريًا لـ”فضاءات الدهشة” لتعميم الفائدة من مضامينه للقارئ العربي لا سيما أنه حوار متخصص مع روائي وكاتب يمني عالمي كبير هو “وجدي الأهدل”.

 

 

(1) قد تكون هذه أول مسرحية يمنية تقدم في لندن، ما الذي تأمل أن يستفيده جمهور لندن منها؟
– ربما إلقاء نظرة على المجتمع اليمني المعاصر، فالمرأة اليمنية تتعرض لقدر هائل من الضغوط، معظمها يأتي من الذكور في المجتمع. وفي بعض الحالات حتى الذكور يتعرضون للضغط والتحرش.. الكبت الجنسي أدى إلى تشويه شخصية الإنسان اليمني.

 

(2) أي من شخصياتك تعتقد أن جمهور المملكة المتحدة سيتعاطفون معها، أو سيجدونها أكثر إثارة للاهتمام؟
– أتوقع شخصية ياسمين، فهذه الفتاة تؤكد أن لها روحاً أيضاً، بينما المجتمع يعاملها كجسد دون روح؛ إنها تحمل في داخلها أشواقاً روحية معينة، ليست اللذة محصورة في الجسد، هناك أيضاً اللذة الروحية، وهذا ما كانت ترغب فيه ياسمين حقا، ولكنها تعلم أن المجتمع لا يوافق على تطلعاتها الروحية، ويريد الحصول على المنفعة منها.

 

(3) قال صديق مارسيا مرة إن مشاهدة روايته تترجم إلى فيلم يشبه “مشاهدة طفلك وهو يلعب في ميدان مزدحم بحركة المرور”. هل لديك أي قلق من هذا القبيل لرؤية عملك يتم تتكيفه لوسيلة أخرى؟
– بالعكس سوف أشعر بالقلق إذا تطابقت رؤيتي الفنية في الرواية مع الرؤية الفنية للمخرج. أُدرك أن انتقال عملي الروائي إلى سياق مختلف كالمسرح أو السينما يتطلب رؤية فنية جديدة تتناسب مع السياق الفني الذي انتقلت إليه. لقد اتفقت مع المخرج (مؤمن سويطات) أن رؤيتي الفنية في الرواية لا تناسب خشبة المسرح، وبالتالي أعطيته كامل الحرية لينتج رؤية فنية نابعة من خبرته الدرامية.

 

(4) هل قرأت السيناريو؟ إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنك التعليق على ما تم تحقيقه أو فقد في عملية تكييف روايتك في هذه المسرحية؟
– لم أقرأ السيناريو لأنني لا أجيد القراءة بالغة الإنجليزية مع الأسف، ولكن كانت هناك تساؤلات من المخرج (مؤمن سويطات) حول بعض الأمور في الرواية، وتبادلنا النقاش حولها.

 

(5) هل ينتقل العمل المسرحي بشكل مختلف بين اللغات والسياقات -أو هل تأمل أن ينتقل بشكل مختلف- عن العمل الأصلي؟ هل هناك فرص مختلفة أو مخاطر محتملة عند تكييف الأعمال الروائية لعرضها على خشبة المسرح؟
– نعم آمل أن تنتقل الرواية بشكل مختلف عند تحويلها إلى نص مسرحي وعرضها على خشبة المسرح. الرواية ذات نهاية مفتوحة.. ودلالاتها متشعبة، وهذا برأيي يعطي الدراماتورج (Dramaturg ) حرية أكبر عند كتابة السيناريو. بالنسبة للمخاطر التي قد تحدث نتيجة هذا الانتقال من سياق أدبي إلى سياق مختلف.. لا أظن أن هناك من يسعى إلى تشويه العمل الأدبي عمداً، ولكن لكل فن من الفنون سياقه الخاص وقواعده الخاصة.

 

(6) كيف ترتبط “أرض بلا ياسمين” بالشواغل المعرب عنها في أعمالك الأخرى مثل قوارب جبلية، فيلسوف الكرنتينة، جريمة في شارع المطاعم، زفاف العقيد، الخ؟
– تشترك “أرض بلا ياسمين” مع أعمالي الأخرى في نقد المجتمع. مثلاً موضوع (theme) “أرض بلا ياسمين” هو أن النفاق الاجتماعي يؤدي إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع وثني (paganism).

 

(7) إذا كنت ستقترح مسرحيات يمنية أخرى تعتقد أنها ستسير بشكل جيد في الترجمة – بنفسك أو مع الآخرين – ماذا ستكون؟
– أقترح بشكل عام الأعمال المسرحية لـ(سمير عبدالفتاح) الذي تنتمي أعماله إلى مسرح العبث (Theater of Absurd). كذلك الأعمال المسرحية لـ(عبدالكريم الرازحي) الذي يكتب المسرحيات الكوميدية.

 

(8) إذا كنت تقوم بتصميم النص المطبوع الذي يتم توزيعه على الجمهور، هل تضيف أي سياق لأعضاء الجمهور؟
– أقترح إضافة هذا المقطع:( كلنا نبحث عن نهاية مفهومة ولكن مع الأسف لا أحد توصل إليها.. لأن النهاية النهائية لا وجود لها).
وأيضاً هذا التوضيح: (شخصية ياسمين تمثل بشكل ما البلد الذي يظهر على الخارطة باسم اليمن؛ فاليمن الآن تمر بمرحلة تاريخية صعبة، وربما تختفي من الخارطة كما اختفت ياسمين من المدينة ولم يُعثر لها على أثر).

 

 

______________

* صورة الكاتب وجدي الأهدل خاصة بـ”الموقع بوست”

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *