الرئيسية / نصوص / استمعنا إلى بودلير

استمعنا إلى بودلير

باسل الأمين/ لبنان

 

لنأخذ الحكمة من أفواه هؤلاء
من قلب السمكة العطشانة
من عظام الدب البردان
العقلاء
الذين لم يخنقوا أنفسهم بخراطيم الفِيَلة
الذين لم يصدّقوا أن المشانق
خواتم صغيرة كَبُرت على أصابعنا.
لو أنّ أحدا
أراد أن يكتب مسرحية عن المجانين
مسرحية راقصة أم غنائية لا فرق
لأستدعى امرأة في غاية الجمال
لتقف على خشبة المسرح
محاطة بمشانق
كثيرة كالأشجار
لتحمل كل المشانق من دوائرها
كالأساور الخفيفة في اليد
لتصبح معلقة كدمية من الخشب
يحرّكها الموت؛
ذاك الرجل الواقف في كل الصور.
على خشبة المسرح تتأرجح سيدة
مع المشانق بفستانها الشفاف الطويل
هذا هو الجنون (يقول مصمم الرقص)
جميلٌ جداً (يقول مخرج المسرحيّة)
العقلاء هكذا يؤلّفون الجنون
يحضرون صندوقا من كرتون
ويقولون للقطّة: هذا بيتك..
المجانين أكثر صدقا
يحضرون صندوق الكرتون
ويقولون: نحنُ نُزلاء، غيّروا لنا أسرّتنا
هكذا استمعنا إلى بودلير حين قال:
“الحياة مستشفى،
كل نزلائها تملكهم رغبة تغيير الأسرّة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...