فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

أحبكِ عارية

ضياف البرّاق/ اليمن

 

أحبكِ عاريةً يا حبيبتي
أحبكِ كاملةً
أحبكِ لأنكِ شهية دون الحاجة إلى زخرفة
أو مساحيق
أو لواصق خادعة
تمامًا كقصيدة النثر.
أنتِ أجمل الأعداء،
أجمل الأخطاء
أجمل المدن والمصادفات الخطيرة ..
أنتِ الحقيقة المغتصبة في هذا العالم السائر على الصراط المستقيم،
هذا العالم الذي لا ينفك عن إعلاء شعارات المساواة والعدالة، بصدقٍ وحماس!
أنتِ الحرية المخنوقة والمهدورة عبْر التاريخ
وأنا هذا السلامُ الضائع،
والوطن المحاصر بالكلمات، والنسيان، والبنادق.

لا تصدّقي طهارة النصوص، ولا قداستها..
أنا كاذبٌ دومًا
إشارات المرور كاذبة
واللحى الصادقة كاذبة أكثر !

لا تصدّقي تنظيرات الأذكياء،
ولا بلاغة الفارغين –
هؤلاء العبيد الذين حولوا العِلم إلى خرافة،
والقصيدة إلى مرحاض،
والحياة إلى فاصلة أو دراما
فالشرفاء دائمًا فاشلون أو يتقنون الخيانة.

حبيبتي لا تصدّقي نيتشه
اللغز لم يمت
إنه لا يموت
إنه جميل !
يفقأ عينيكِ الجميلتين
يشعل ضدكِ الحروب
ويغرس خنجره الأبدي في ظهري.

الزمنُ قاسٍ أو كذوب، يا حبيبتي.
والعالم منافق أو رخو ..
وأنا قبيح كالحزن
أحبكِ بالكلمات، والألوان، والصوت العالي، فقط..
وأخونكِ بالفعل،
أخونكِ وجهًا لوجه،
أخونكِ في الطرقات والشوارع الطويلة،
وأمام الأصدقاء،
وأحرّضُ عليكِ الحرمان والموت.

استيقظي يا حبيبتي،
أنتِ الأحق بضوء الشمس،
والهواء النقي،
وغناء المطر،
واحترام الشوارع،
وصلاة الشِّعر..
أنتِ، لا سواكِ، أيتها الحياة.

تحرّكي الآن..
ثوري على صورتكِ القديمة،
حطميها..
اكسري هذا الحصار الخرافي العتيق
مزّقي الأقمشة الفاسدة،
انفضي عنكِ الوقار الدنيء،
وكوني مستعدة دائمًا
فأنا لا أحبكِ،
والليل لا يحبكِ
والنهار مليء باللصوص والأدعياء.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *