عطش الوقت

حنان أحمد/ اليمن

 

آخر ساعة في مساء باهت
من ليالي الأمس القريب
جذوة احتراق بائسة
وحدها تصارع الإنطفاء على رأس قنديل
بقايا لحن من (هل رأى الحب سكارى….؟)
يتخبط داخل المذياع كسجين
ملامح شائبة تعارك الليل والنهار
على وجنتيها تاركين وراءهما
فجرا راحلا وصباحا حزينا
رفات حب يسقط من مُعلقة
مات قائلها
وبقي الشعر وحده يسافر على أفواه الهائمين.
حلم يسقط في بئر
على أمل أن يمر به الرَّكب
فيزهر بعد عجاف
وحين مروا لم يشك من الظمأ أحد السائرين
بقي الدلو مشلولا
والحلم بجانبه ينتظر وقع خطى العاطشين
مدينهٌ هجر اللقاء أرضها
كثرت بها المطارات
مات بها الكلام على محطات السكون
وتشابهت كل الوجوه عند مرفأ الذكريات.
تجربة وُلِدت في زمن مهترئ
لم تئد، لم تدفن حية
لكن لم يعد لها بيننا محلاً من الإعراب.
حروف ناعسة تختبئ بين أحداق خاطرة
وكلما داعب نقاطها صرير قلم
اعتذر بوحها للأوراق
لتترك يداك تعبران من سطرٍ لسطر فارغتين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى