في المقهى
ليندا نصار/ لبنان
وجهان جليسان
الرغبة تشتعل
تصعد سلالم الروح…
خلف عينيهما
بردٌ تسرّب من ثقب النّافذة
يرنو إلى كأسين
فارغين إلّا من ضوء له رنين الحيرة…
عند منعطف الطّاولة
ما بين عود الثقاب
والسيجارة
يتساقط دخان…
صوته أخرس
يجالس حلمًا من دون حكاية
يمدّ أصابعه
لكنّ عشتار كانت قد فرغت توًّا من لملمة ظلّها في حقيبة يدها…
الحبّ فرّ من قفّازيها
إلى حافّة الليل
نبيذ وماء
وطريق قديم
ورسائل
وتذكارات
هل كانا هناك؟
تهتزّ النظرات…
بينما كان الحبّ يتسكّع في الخارج
تحت المطر
والقطرات تصفع زجاج الواجهة…
فكرت هـي،
فكر هـــو
أنّ المقعدين
فارغان…
وحدها الكهولة
كانت تعلن عن مقدم الخريف…